أصبح اسهام المرأة في النشاط الاجتامعي أمرا بديهيا و يعود ذلك الى تحولها الى عنصر فاعل في المجتمع يقف الى جانب الرجل في معركة البناء الحضاري، و لكن للأسف تظل بعض الفئات، معارضة لفكرة مشاركتها في هذه الأنشطة، و هي لئن اختلفت منطلقاتها، تظل أسيرة لعقلية كان يفترض زوالها اثر ما شهدته البشرية من تطور و رقي ماديا و فكريا.
فعمل المرأة ليس كما يتوهمه البعض سببا في تصدع العلاقات الأسرية بل هو في الواقع عامل من عوامل توطيدها و استقرارها، فقد ساعد انخراطها في الحياة الاجتماعية في ارتفاع مستوى المعيشة في بلداننا، فهي بما توفره من مداخيل اضافية تساعد الزوج على توفير حاجيات الأسرة و تخفف عنه عبء المسؤولية الأسرية في عصر لعبت فيه وسائل الاعلام دورا كبيرا في خلق عقلية استهلاكية لا تكتفي بالضروري و انما تميل الى الكمالي مما لا يقدر عليه رب الأسرة مهما كانت موارده، لذلك فان اعتبار المنافسة بين المرأة و الرجل مهما كان مجال عملها من عوامل التخلف و التأخر هو ضرب من البلاهة بل هي على الخلاف من ذلك عامل رقي و تقدم لأنها تحفز على الابداع و الخلق و تتيح للجميع فرصة التألق و البروز و احتلال المناصب وفق معايير الجدارة و الاستحقاق، كما أن خروج المرأة للعمل حسب «مارون عبود» لا يعنيها وحدها و لا تنعكس نتائجه عليها بمفردها انما تنعكس على المجتمع بأسره، فالمجتع طائر جناحاه الرجل و المرأة، فاذا ما علا جناح الرجل تعالى جناح المرأة معه، و اذا ما تداعى جناح الرجل تداعى جناح المرأة معه، لذلك فان المقارنة بينهما بقصد التمييز و التفضيل لا يعبر الا عن تخبط في الجهالة.
علاو