ن مظاهر ضعف العقيدة :
المظهر الأول :
• التقليل من شأن العقيدة ؛ لأن بعض الناس – وقد يكونون من المتعلمين أو من الدعاة مع الأسف – لا يهتمون بالعقيدة ، ويقولون : العقيدة تُنفِّر ، لا تنفروا الناس ، لا تعلموهم العقيدة ، اتركوا كلاًّ على عقيدته ، ولكن ادعوهم إلى التآخي والتعاون ، وادعوهم إلى الاجتماع . وهذا تناقض ؛ لأنه لا يمكن التآخي ، ولا يمكن التعاون ، ولا يمكن الاجتماع إلا على عقيدة واحدة صحيحة سليمة ، وإلا فسيحصل الاختلاف ، وكل يؤيد ما هو عليه . فإن الناس لا يجمعهم إلا كلمة التوحيد ، وهي : لا إله إلا الله ، نطقًا واعتقادًا وعملاً . أما مجرد أن ينتسبوا إلى الإسلام وهم مختلفون في عقيدتهم فهذا لا يجدي شيئًا .
عقيدة المشركين في عهد النبي:
فالمشركون الذي بُعث إليهم رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – كانوا يعترفون بتوحيد الربوبية ، ويعتقدون أن الله هو الرب وحده ، وهو الخالق ، وهو الرازق ، وهو المحيي والمميت والمدبر . ولكنهم في العبادة لا يخلصون العبادة لله ، وإنما كلٌّ يعبد ما استحسنه ، فصاروا متفرقين في عباداتهم ، وإن كانوا يعترفون كلهم بتوحيد الربوبية ، لكنهم في العبادة والتألُّه متفرقون ، فمنهم من يعبد الشمس والقمر ، ومنهم من يعبد المسيح وعزيرًا ، ومنهم من يعبد الشجر والحجر ، ومنهم من يعبد ويعبد كذا وكذا ، كلٌّ له آلهة