سُمّي العام العاشر من البعثة بعام الحزن بسبب ما ألمّ به صلى الله عليه وسلّم من الحزن على وفاة عمه أبي طالبٍ وزوجته خديجة رضي الله عنها. توفّي أبو طالبٍ عمّ النبي محمد صلى الله عليه وسلّم في أواخر العام العاشر من البعثة تقريباً وقد حزن النبي لوفاته، فقد كانت قريش تحترمه ولا تقترب من النبي لذلك وكان يحميه وينصره. عندما حضرت الوفاة أبو طالبٍ جاءه زعماء الشرك وحرّضوه على البقاء مشركاً وعلى دين آبائهم قائلين له: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ وعرض عليه النبي الإسلام فقال له عليه الصلاة والسلام: " قل لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة"، فردّ أبو طالبٍ :" لولا تعيرني بها قريش، يقولون: إنّما حمله عليها الجزع، لأقررت بها عينك"، فمات وهو غير مسلمٍ، فحملته الأفكار الجاهلية المغروسة في عقله من الدخول إلى الإسلام قبل وفاته، فأنزل الله تعالى على سيدنا محمد (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [القصص:56]. في العام نفسه اختبر الله تعالى صبر سيّدنا محمد بوفاة زوجته خديجة أحب النساء إلى قلبه، فقد كانت تخفّف عنه عليه الصلاة والسلام أذى قومه وتصبّره وتُعينه على عبادة الله عز وجل، فتضاعف الحزن والأسى عليه صلى الله عليه وسلّم بعدما أصبح وحيداً في الساحة لا ناصر له بعد الله تعالى أحد. بعد ذلك قرّر الرسول الخروج من مكّة لاجئاً إلى بلدٍ غير بلده وقوماً غير قومه يَعرض عليهم رسالته لعلّهم ينصرونه، فذهب إلى الطائف إلّا أنه وجد عندهم المواجهة والأذى فعاد بائساً إلى مكة طالباً العون والنص