ماهو الإنسان؟ أو من هو الإنسان؟ احتار العلماء والفلاسفة بتعريف الإنسان، فأحدث تعريف الإنسان جدلا واسعا على مر العصور. حيث انه موجود من مليون سنة وربما قبل ذلك بكثير ولكن لم يستطيعوا آنذاك تعريف الإنسان كونه كان في الحياة البدائية، الأولى يبحث عن سبل الحياة والنجاة، ولكن مع مرور الوقت وتطور الحياة والبشرية ظهرت التساؤلات حول تعريف الإنسان فبدأوا أولا بوصف وجوده بأنه كائن حي أي يتكون من جسد متحرك «لم يكن مفهوم الروح موجودا حينها»، ثم تطرقوا لحجمه ونموه، فقالوا انه كائن حي نامي، فكانوا يقيسون نموه ومراحل تكوينه منذ الولادة وحتى الممات ولكن هذا الوصف غير كافٍ على الاطلاق لتعريف الإنسان. فتطرقوا الى الاحساس كونه كائناً حياً نامياً وحساساً أي يتاثر ويتجاوب مع البيئة المحيطة والافراد أو مع ذاته، يضحك ويبكي ويتألم ويفرح وييأس ويأمل.. إلخ، ولكن لايزال التعريف غير كافي، فبحثوا الى ان توصلوا للنطق، فقالوا انه كائن حي نامٍ وحساس وناطق، بإمكانه النطق بكلمات وجمل وهذا يسمى التواصل اللفظي فبمجرد فهم كلمة واحدة، فهذا يعني ان النطق من صفات الإنسان. لانه في الحقيقة لايوجد حيوان ناطق. فهل هذا كافي لتفسير ماهو الإنسان؟ بالطبع لا. فميزوه بانه ناطق ولكنه مدرك ايضا أي يحتكم بالعقل ويفكر ويتكلم، ويستجيب للآخرين ويتجاوب معهم اذن ان الإنسان هو كائن حي نامٍ وحساس وناطق ومدرك وعاقل. عاقل؟ كيف؟ لأن العقل البشري يميز الاشكال والالوان والاوزان والاحساس والكلام والنظرات يميز الاشياء باللمس والشم والسمع والنطق فله حواس ايضا يستشعر بها. فهذا المخلوق ليس خارقا ولكن وصفه صعب جداً. حيث كان للفيلسوف ارسطو رأي آخر بأن الإنسان يعتبر « حيوان ناطق». فكيف فسر ذلك؟ هل فعلاً الإنسان حيوان ناطق؟ كان تشبيهه للإنسان بانه حيوان لانه كائن حي فقصده كائن حي ولكن له افضلية النطق. فكلمة الحيوان باللغة العربية تعني «الحياة» ولا يُقصد بأن الإنسان حيوان فعلي ولكنه كائن حي يعيش على وجه الارض وينعم بالحياة. وجد العلماء والفلاسفة ان الإنسان ينقسم لمجموعتين، إنسان مسالم وإنسان غير مسالم «الخير والشر» فهل الخير والشر صفات ام طباع؟ هل الخير نابع من القلب ام هو مصدر الشر؟ هل العقل مدبر الخير ام هو مدبر الشر؟ وجدوا انهما طباع مكتسبة فالخير والشر مكتسبان من الحياة فلم يولد الإنسان حاملاً معه خيرا أو شرا، بل كل هذه التصرفات والاطباع مكتبسة.الخير باختياره والشر باختياره، فما له إلا ان يختار اي طبعٍ يفضله. اكتشفوا ايضاً بانه قابل للتطور عقلياً وفكرياً واجتماعياً وانه يختلف عن بقية الكائنات الحية الأخرى فحياته قابله للتطور وعقله قابل للتعلم والابداع مما ساعده في تنمية حياته بمختلف المجالات.
هذا الكائن غريب حقاً «الإنسان»، يعرف كل شي في الحياة تقريباً وهو المسيطر الأول والاخير على جميع الكائنات الاخرى ويستطيع الاجابة عن اغلب الاسئلة وهو من يتحكم بالاكتشافات ويطور من كل شيء وهناك منهم من فسر اغلب الظواهر البيئية والكونية واكتشف العلوم بشتى مجالاتها والاداب والرياضيات والطب ووصل للفلك والقمر وبقية الكواكب ولكنه لايستطيع تفسير «من يكون.»
و السؤال لايزال مفتوحاً ولم يُجاب عليه «من هو الإنسان»؟ في الواقع حقيقة الإنسان مجهولة الى الآن ولا يمكن الجزم بها أو تعريفها لأن الإنسان ببساطة يجهل من يكون ولا يعرف حجمه حتى في هذا الكون والا لكان العالم يعيش بسلام حتى يومنا هذا دون وقوع ضحية واحدة أو حرب واحدة. فهو الكائن الاكثر جدلاً في المجرة كلها ولا تفسير لذلك ابدا.