تميزت هذه الأمة بأنها أمة الإسناد، قال ابن المبارك: الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء. رواه مسلم في مقدمة \"صحيحه \" (1/12) وقال سفيان الثورى: الإسناد سلاح المؤمن، فإذا لم يكن معه سلاح فبأي شيء يقاتل. وقال يزيد بن زُريع : «لكل دين فُرسان ، وفرسان هذا الدين أصحاب الإسناد».ابن الأثير : جامع الأصول في أحاديث الرسول 1/109.
والإسناد هو الذي يميز الحديث الصحيح من غيره , فلقد قسم العلماء الحديث إلى قسمين : مقبول , ومردود.
فالحديث المقبول : هو الحديث الذي توافرت فيه جميع شروط القبول ولم يفقد شرطا واحدا , وأنواعه : الحديث الصحيح وينقسم إلى: ( الحديث الصحيح لذاته والحديث الصحيح لغيره ) والحديث الحسن وينقسم إلى
الحديث الحسن لذاته والحديث الحسن لغيره ).
ولقد أجمعَ العلماءُ من أهل الحديث ومن يعتدُّ به من الفقهاء والأصوليين على أنَّ الحديث الصحيح حجةٌ يجبُ العملُ به , سواءٌ كان راويهِ واحداً لم يروه غيرُه , أو رواهُ معه راو آخر, أو اشتُهرَ بروايةِ ثلاثةٍ فأكثرَ ولم يتواترْ .
والحديث المردود : هو الحديث الذي فقد شرطا واحدا أو أكثر من شروط الحديث , كعدم اتصال السند , أو وجود علة قادحة في راو من رواته , ويطلق عليه في العموم الحديث الضعيف , والضعف في هذا الحديث درجات عديدة : أدناها ما يكون بسبب الانقطاع ، أو خطأ الراوي ، وأشدها ما كان بكذبه .
ويقال أيضاً : الضعف نوعان : ضعف يمكن جبره ، وضعف لا ينجبر ، على ما يأتي بيانه .
وعليه فتندر