﴿ وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى﴾
ليسوا سُكارى، ولكنَّ هول الفاجعة، وهول الزلزلة جعلتهم كالسكارى، وقلت لكم مرَّةً: إن طائرةً كانت على وَشَكِ الوقوع، وكان احتمال سقوطها تسعين في المئة، أراد قائد هذه الطائرة أن يُبَلِّغ الرُكَّاب بضرورة وضع الأحزمة، كلَّف أحد المضيفين أن يبلغ الركَّاب، لا أحد يستمع، هؤلاء الذين أمامه كأنهم لا آذان لهم، خاطبهم أول مرَّة، ثاني مرَّة، ثالث مرَّة لا أحد يستمع إلى قوله، إنهم غارقون في همومهم، هذا يتصوَّر نفسه، وقد خلَّف أولاداً أيتاماً، وهذا يذكر امرأته، وهذا يذكر ثروته، وهذا يندب حظَّه، وهذا يلطِمُ وجهه، وهذا، وهذا، هذا المضيف توسَّم خيراً في أحد الرُكَّاب الهادئين قال: هذا الراكب لعلَّه بإمكانه أن يقنع الركَّاب بوضع الأحزمة، فتوجَّه إليه فإذا هو مُغْمَى عليه..