الحكمة من عدم ذكر الدجال في القرآن
الدجال أعظم فتنة خشي النبي صلى الله عليه وسلم على أمتة منها ولذا حذر جميع الأنبياء أممهم منه وأمرنا أن نستعيد من فتنة الدجال في آخر كل صلاة
وقد ذكر الله عز وجل في القرآن عددا من أشراط الساعة الصغرى والكبرى مثل انشقاق القمر فقال
اقتربت الساعة وانشق القمر)(1)ويأجوج ومأجوج فقال
حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون)(2) وغيرها ومع ذلك لم يذكر الله عز وجل الدجال صراحة باسمه في القرآن.
فما الحكمة من ذلك؟
قيل في ذلك أمور :
• أحداهما: أنه ذكر في قوله عز وجل
يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن ءامنت من قبل)(3) فقد قال صلى الله عليه وسلم :<<ثلاث إذا خرجن لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل :الدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها>>
4)
• الثاني :قد وقعت الإشارة في القرآن إلى نزول عيسى ابن مريم في قوله عز وجل :{ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ }(5) وفي قوله عز وجل :{ وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (٥٧) وَقَالُوا أَآَلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (٥٨) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (٥٩) وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (٦٠) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا }(6)
وصح أن عيسى عليه السلام هو الذي يقتل الدجال فصار الكلام عن عيسى عليه السلام متضمنا الكلام عن الدجال