ظاهرة دوبلر أو تأثير دوبلر هو تغير ظاهري للتردد أو الطول الموجي للأمواج عندما ترصد من قبل مراقب متحرك بالنسبة للمصدر الموجي. يدعى هذا التأثير بتأثير دوبلر نسبة لدوبلر الذي اكتشف هذه الظاهرة عام 1842 م.[1]
يُفترض ثبات المشاهد حتى يستطيع رصد التغير في الطول الموجي للموجات القادمة إليه من المصدر ( صوتي أو ضوئي )، وعلى أساسها يستطيع تحديد عما إذا كان الجسم مقترباً أم مبتعداً.
ونحن نشاهد تلك الظاهرة أحيانا ًخلال يومنا العادي عندما نكون مثلا في الشارع وتقترب منا عربة حريق أو عربة إسعاف، فنسمع صفارتها وهي قادمة علينا بتردد أعلى، لأن طول موجة الصوت ينضغط إلى حد ما بفعل سرعة قدومها علينا، وبعد أن تمر علينا وتأخذ في الابتعاد عنا نسمع صوت صفارتها بتردد منخفض بسبب أن طول موجتها يزداد استطالة.
الانزياح الأحمرللضوء بفعل سرعة المصدر في الابتعاد عنا . الانزياح نحو الأحمر معناه زيادة طول موجة الضوء القادم إلينا ، طبقا لظاهرة دوبلر
وتحدث ظاهرة دوبلر أيضا للضوء، ولها تطبيقات كثيرة كان أهمها عندما استخدمها عالم الفلك الأمريكي هابل عام 1929 في رصد النجوم، واكتشف أن مجرة أندروميدا تقع خارج مجرتنا المعروفة بدرب التبانة ولا تنتسب إلينا. ثم رصد هابل السماء ووجد العديد من تلك المجرات البعيدة. وكانت دهشته كبيرة عندما وجد عن طريق ظاهرة دوبلر أن كل تلك المجرات تبتعد عنا بسرعات عظيمة وفي جميع الاتجاهات، ووصل لهذا التفسير عندما وجد أن أطياف تلك المجرات منزاحة بدرجات متفاوتة نحو اللون الأحمر ، فكان هذا الاكتشاف اكتشافاً عظيماً، إذ عرفنا أن الكون يأخذ في الاتساع. وكان العالم أينشتين كبقية العلماء آنذاك يعتقدون عكس ذلك لدرجة أن أينشتين قام بإضافة ثابت كوني في معادلاته في نظرية النسبية العامة حتى يضمن مفهوم أن حجم الكون ثابت ولا يتغير وتراجع بعد ذلك. وتغيرت صورة الكون من وقتها عند الإنسان حيث كان في اعتقاد الناس وكذلك العلماء أن حجم الكون ثابت لا يتغير. ويعتبر هذا الاكتشاف من أعظم اكتشافات البشرية في القرن العشرين.