الاستيطان في الجزائر كان مشروعا أوروبيا أكثر منه مشروعا فرنسيا حيث قامت على شعار ليكن الاحتلال فرنسيا، لكن الاستيطان يجب أن يكون أوروبيا.
عمل الاستعمار الفرنسي على إيجاد شعب فرنسي بالجزائر من خلال تشجيعه لحركة الاستيطان بعد مصادرة الأراضي التي سهلت عملية إقامة القرى الجديدة في شكل مستوطنات ساعدت على استغلال و استثمار الأرض بما يخدم المصلحة الفرنسية و المستوطنين. أما الشعب الجزائري (السكان الأصليين للبلاد)، فقد أخضعته لمجموعة من القوانين الاستثنائية شديدة القسوة و الاضطهاد (قانون الأهالي)، و تجريده من المقومات شخصيته و أرزاقه و ممتلكاته. وهدف هذا لتضييع الجزائري لهويته لأن الجزائر أصبحت قطعة فرنسية و تجريده من كافة الحقوق التي يتمتع بها المواطن الفرنسي لأن القوانين التي صدرت في حقه لا تسمح له بحق المواطنة إلا إذا تخلى عن أحواله الشخصية كمسلم [1].
وهكذا أصبح متشردو أوروبا و صعاليكها الوافدين على الجزائر يتمتعون فيها بحق المواطنة الفرنسية، و أدمجت معهم ثلة من اليهود المتجنسين وفقا لقرار كريميو 1870م، و معهم مجموعة لا تتجاوز 25000 جزائري من الذين تبرعت عليهم بحق التصويت، لأنهم متعلمون أو متعاونون مع أجهزة الاحتلال و أطلقت عليهم صفة النخبة