إنّ الله سبحانه وتعإاى يجازي المؤمنين يوم القيامة بأمور لا يمكن أن يتخيّلها العقل البشري، فالإنسان الصّالح المؤمن التقي الذي كان يحارب نفسهُ من معاصي الله، ويتقرّب إلى الله سبحانه وتعالى، فإنّ الله يكافئه على ما صبر نفسه عليه، وما لاقت من مشقّات وصعاب، وهو في الطريق إلى الله، ومن هذا الجزاء الحور العين في الجنّة. وكلمة حوراء تأتي بمعنى المرأة شديدة البياض، وعيونها سوداء داكنة جدّاً، وتوصف بالحسن والبهاء، والحور العين فالقرآن الكريم هي النّساء التي أعدّت لأصحاب الجنّة، وجمالهنّ يفوق الخيال، وإنّ الحور العين اللاواتي يَتمتع بهنّ الرّجال من أهل الجنّة هنّ من الإناث، فهنّ زوجات لهم، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ـ رضي الله تعالى عنه ـ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:" إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً رَجُلٌ صَرَفَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ قِبَلَ الْجَنَّةِ، وَمَثَّلَ لَهُ شَجَرَةً ذَاتَ ظِلٍّ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، قَدِّمْنِي إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ أَكُونُ فِي ظِلِّهَا... ثُمَّ يَدْخُلُ بَيْتَهُ، فَتَدْخُلُ عَلَيْهِ زَوْجَتَاهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، فَتَقُولَانِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَاكَ لَنَا وَأَحْيَانَا لَكَ، قَالَ: فَيَقُولُ: مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُعْطِيتُ!! ". وهناك أيضاً الغلمان الذين يطوفون على المؤمنين في الجنّة، فالله سبحانه وتعالى قد طوى الكثير من أخبارهم، ولكنّه قال عنهم أنّهم يكونون في أحسن وأجمل هيئة، وذلك في قوله سبحانه وتعالى:" وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ "، سورة الطور/24، وقوله سبحانه وتعالى:" وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا "، الإنسان/19. كما أخبرنا سبحانه وتعالى بأنّهم يطوفون على المؤمنين بالأكواب والأباريق، ليسقوهم من شَراب الجنَّة، قال تعالى:" يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ* بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ* لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ* وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ* وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ "، الواقعة/17ـ 21.