ثبت في الصحيحين من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ)). وفي لفظ : (( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا وَسْوَسَتْ)).
فعليه كل ما دار في الصدر من خواطر سيئة لا يؤاخذ العبد فيه، إذ في ذلك مشقة لا تخفى.
قال ابن القيم رحمه الله في الإعلام: ( فَإِنَّ خَوَاطِرَ الْقُلُوبِ وَإِرَادَةَ النُّفُوسِ لَا تَدْخُلُ تَحْتَ الِاخْتِيَارِ ، فَلَوْ تَرَتَّبَتْ عَلَيْهَا الْأَحْكَامُ لَكَانَ فِي ذَلِكَ أَعْظَمُ حَرَجٍ وَمَشَقَّةٍ عَلَى الْأُمَّةِ ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى وَحِكْمَتُهُ تَأْبَى ذَلِكَ)
لكن هنا تنبيهات مهمة:
الأولى: أن لا يسترسل العبد مع تلك الخواطر السيئة، فإنها تنمو ويذكيها الشيطان بحطبه فتصبح بعد ذلك همة ثم أقوالا أو أفعالاً.
وعلاجها أن يراقب الله في خواطره وما يرد على القلب منها، ويستحي من نظر الله إليها فإن القلب محط نظر الله لأنه مسكن العبودية والمحبة والخشية وإلانابة.