الى ابي
أبي ... عندما أقولها أشعر بالدفء والأمان . والحب والعطاء الذي لا مثيل له . أبي ... أي حرمان لهذا الذي لا يعرف كلمة أبي ولا ينطق بها ...
أبي ... تكاد تهتز الدنيا من حولي وأنا أقولها .. أبي ... ما أكبر تلك الكلمة وما أثقلها ميزانا . أبي ... كلمة أبت أن تخضع لوصف أو تنطوي على تصنيف.
أبت أن تدخل حيز إدراك المعاني , ترى الحياة في أن تذوب أمام كلمة إبني , ولا تعرف من تكون وأين تكون ؟ وتستحيل إلى يد انبسطت بكل أسباب الحب وكل أسباب الخير وكل أسباب العطاء وكل أسباب الغفران . وكأن الله لم يخلق فيها هنا إلا تلك المعاني التي عز عليها أن تتخلى عن موقع لنقيض .
أبي ... أيها المعنى الكبير والعطاء الكبير والحنان الكبير . ماذا أكتب لك ...؟ وانسى كل الكلمات . وأقف ... وأجد يدي ترتفع إلى رأسي ثم تنبسط وتسبقني إليك , وترحل الأشياء من رأسي ولا تبقى إلا أبي . ثم أنحني وأطبع قبلة على يدك الطاهرة وراسك الطاهر . وأقرأ في صفحة وجهك الطلق أيام عمري ... يتبدد خوفي وتصير الدنيا في كفي . كيف الحياة بلا أبي ..؟ لكأن الله خلق العطاء وقال له كن رجلا وامرأة فكان أبي وأمي . ثم قال للحنان كن معه ولكأن الله خلق قلبين وملأهما نورا وعطرا وجلالا ثم قال لهما كونا لاثنين فكانا لأبي وأمي . لو كان لكل أب حق على ابنه لكان أعظم حق لوالد على ولده ذلك الذي لك علي . واغلق قلبي على تلك المعاني حتى إذا سمعت كلمة أبي يقولها أحد .. فإنها لا تعني عندي إلا أبي .