-قديما كان الاقتراب من هاتف المنزل محظورا وممنوعا إلا على الأولاد، وإذا رنّ الهاتف يتعالى صوتهم الآمر من بعيد « لا احد يرد»، فهذا الجهاز الساحر ارتبط بمفهوم الأخلاق والحياء وكان اقتراب البنات منه يماثل خروجهن في الشارع دون غطاء من حيث الجرم والعقوبة.
-قديما كان الأب عملاقا كبيرا، نظرة من عينه تخرسنا، وضحكته تطلق أعيادا في البيت، وصوت خطوته القادمة إلى الغرفة تكفي لأن نستيقظ من عميق السبات ونصلي الفجر.
-قديما كانت للأم سلطة، وللمعلمة سلطة، وللمسطرة الخشبية الطويلة سلطة، نبلع ريقنا أمامها، وهي وإن كانت تؤلمنا لكنها جعلتنا نحفظ جزء عم، وجدول الضرب، وأصول القراءة وكتابة الخط العربي ونحن لم نتعد التاسعة من العمر بعد.
-قديما كان الستر في الوجوه الطيبة الباسمة، وكانت أبواب البيوت مشرعة للجيران، وكانت صواني « النقصة» تدور كل ظهيرة بين الدور وفي السكيك.
-قديما لم يكن الأب متعلما ولا الأم مثقفة، وكان الصغار ينجحون دون مدرسين، ويفهمون دون دروس خصوصية، ويسجلون النتائج الكبيرة في المدارس الحكومية.
-قديما كان للحياة عطر وأريج، كانت الحياة اجتماعية أكثر، طيبة أكثر مليئة بالفرح أكثر، صارت اليوم سهلة، عملية، لكن الحب تسرب من تفاصيلها حتى غدى الستر غريبا، والليل صاخبا، والمعلم بلا قيمة.
لكي الحق في الحكم
وسؤالي هو كل ماتم ذكره اعلاه صحيح ؟؟ واذا كان صحيحا ما هي الاسباب لذلك؟؟