القلب إنما سمي قلبا لكثرة تقلبه، ولذا قيل:
وما سمي الإنسان إلا لإنسه *** ولا القلب إلا أنه يتقلب.
وعن أنس ـ ضي الله عنه ـ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. الحديث رواه أحمد وغيره وصححه الأرناؤوط.
وأما الفؤاد: فهو القلب كما جاء في لسان العرب لابن منظور: والفُؤادُ: القَلْبُ لَتفَؤُّدِه وتَوَقُّدِه.
وفي مفردات القرآن: الفؤاد كالقلب لكن يقال له فؤاد إذا اعتبر فيه معنى التفؤد، أي: التوقد، قال تعالى: ما كذب الفؤاد ما رأى { النجم:11} وجمع الفؤاد: أفئدة، قال تعالى: فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم { إبراهيم: 37} وقال تعالى: نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة { الهمزة: 6ـ 7} وتخصيص الأفئدة تنبيه على فرط تأثير له، قال البرهان البقاعي: وخص بالذكر لأنه ألطف ما في البدن، وأشده تألما بأدنى من الأذى، ولأنه منشأ العقائد الفاسدة، ومعدن حب المال الذي هو منشأ الفساد والضلال، وعنه تصدر الأفعال القبيحة. اهـ