1الصوم لله: ومعنى كونه لله ارتباط الجزاء بمقدار ما يؤدّي الإنسان هذه الفريضة على حقيقتها، ولذلك لم تحدّد النصوص مقدار جزاء هذه الفريضة.
عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنّ الله تبارك وتعالى يقول: الصوم لي وأنا أجزي عليه"2.
2- تثبيت الإخلاص: لما تتضمّن هذه الفريضة من مواجهة للشهوات والغرائز، فعن فاطمة الزهراء: "فرض الله... والصيام ابتلاء لإخلاص الخلق"3.
4- تسكين القلوب: أي إماتة أيّ نزعة في النفس سوى نزعة الإرتباط والتوجه إلى الله، فعن الإمام الباقر عليه السلام: "الصيام والحج تسكين القلوب"4.
16
وعنه عليه السلام: "... وعن ذلك ما حرس الله عباده المؤمنين بالصلوات والزكوات، ومجاهدة الصيام في الأيّام المفروضات، تسكيناً لأطرافهم، وتخشيعاً لأبصارهم، وتذليلاً لنفوسهم، وتخضيعاً لقلوبهم"5.
5- تذويب الحرام: فللصوم أثره على الأبدان تماماً كأثره على النفوس.فعن رسول الله صلى الله علية واله وسلم: "عليكم بالصوم، فإنّه محسمة للعروق ومذهبة للأشر"6. وعنه صلى الله علية واله وسلم: "الصوم يدقّ المصير، و اللحم، ويبعد من حر السعير"7.
6- الصوم جنّة: ويكفي في الصوم كونه وقاية من النّار، وأنَّ الإنسان الصائم يكون قريباً من الله تبارك وتعالى. عن رسول الله صلى الله علية واله وسلم: "عليك بالصوم، فإنّه جنّة من النّار، وإن استطعت أن يأتيك الموت وبطنك جائع فافعل"8.
17
7- سلامة الأبدان: عن رسول الله صلى الله علية واله وسلم: "صوموا تصحّوا"9.
حقيقة الصوم أو الصوم المقبول
وحقيقة الصوم ليست الإبتعاد عن المفطرات واجتنابها، فإنّ ذلك ظاهر الصوم، وأمّا باطنه وحقيقته التي يجب أن نطلبها بأدائنا لهذه الفريضة فهي صلاح الباطن.
فعن الإمام عليّ عليه السلام: "صيام القلب عن الفكر في الآثام، أفضل من صيام البطن عن الطعام"10.
وعنه عليه السلام: "صوم القلب خير من صيام اللسان، وصيام اللسان خير من صيام البطن"11.
وعنه عليه السلام: "صوم النفس عن لذّات الدنيا أنفع الصيام"12.
وعنه عليه السلام: في حديثٍ يقارن فيه بين صوم الجسد وصوم النفس فيقول: "صوم الجسد الإمساك عن الأغذية بإرادة
18
واختيار خوفاً من العقاب ورغبةً في الثواب والأجر، وصوم النفس إمساك الحواس الخمس عن سائر المآثم، وخلوّ القلب من جميع أسباب الشرّ"13.
وعنه عليه السلام: "الصيام اجتناب المحارم كما يمتنع الرجل من الطعام والشراب"14.
وعن فاطمة الزهراء : "ما يصنع الصائم بصيامه إذا لم يصن لسانه وسمعه وبصره وجوارحه"15؟
ومعنى "ما يصنع" أي لا يمكنه أن يصنع به شيئاً، لأنّ هذا الصوم لا يرقى إلى مستوى إصلاحه لنفسه وتزكيته لها.
ويؤكّد رسول الله صلى الله علية واله وسلم هذا المعنى بحديثٍ قدسيّ، فعنه صلى الله علية واله وسلم: "يقول الله عزّ وجلّ: من لم تصم جوارحه عن محارمي فلا حاجة لي في أن يدع طعامه وشرابه من أجلي"16.
وعن رسول الله صلى الله علية واله وسلم لجابر بن عبد الله – يبيّن له أنّ حقيقة الصوم إنّما هي الإبتعاد عن المحارم فيقول: "يا جابر!
19
هذا شهر رمضان من صام نهاره وقام ورداً من ليله وعفّ بطنه وفرجه وكفّ لسانه خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر"، فقال جابر: يا رسول الله ما أحسن هذا الحديث ! فقال رسول الله صلى الله علية واله وسلم: "يا جابر ! وما أشدّ هذه الشروط"17.
وعن الإمام الصادق عليه السلام: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك وشعرك وجلدك". وعدّد أشياء غير هذا، وقال: "لا يكون يوم صومك كيوم فطرك"18.
من لا ينفعه صومه وكما أكّدت الروايات على حقيقة الصوم ومفهومه الأكمل أكّدت كذلك على أنّ عدم مراعاة الجانب الروحيّ والباطنيّ للصوم يعني عدم انتفاع الصائم بصومه.
فعن رسول الله صلى الله علية واله وسلم: "ربّ صائم حظّه من صيامه الجوع والعطش، وربّ قائم حظّه من قيامه السهر"19.وعن علي عليه السلام: "كم من صائم ليس له من صيامه
20
إلّا الجوع والظمأ، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والعناء، حبّذا نوم الأكياس وإفطارهم"20.
فضل الصائم
عن الإمام عليّ عليه السلام: "نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، ودعاؤه مستجاب، وعمله مضاعف"21.
وعليه فليحرص الصائم أن لا يتعدّى هذه الأمور التي لها كلّ هذا الأجر.
ومن الفضل أن يخصّص الله باباً من أبواب الجنّة للصائمين تكريماً لهم وتميّّيزهم عن سواهم من الخلق.
فعن رسول الله صلى الله علية واله وسلم: "إنّ للجنّة بابا يدعى الريّان، لا يدخل منه إلّا الصائمون"22.
وعن الإمام الصادق عليه السلام: "للصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره، وفرحة عند لقاء ربّه"23.
أي فرحة بأدائه للتكليف وامتثاله أمر الله سبحانه وتعالى،
21
وفرحة يوم القيامة يوم يتلقّى ثواب صيامه والأجر الذي استحقّه.
ميراث الصوم
في حديث المعراج:... قال صلى الله علية واله وسلم: "يا ربّ وما ميراث الصوم؟ قال: الصوم يورث الحكمة، والحكمة تورث المعرفة، والمعرفة تورث اليقين، فإذا استيقن العبد لا يبالي كيف أصبح، بعسر أم بيسر"24.
فاليقين أسمى ما يبلغه الصائم، بل أسمى ما يمكن أن يناله الإنسان بالعبادات.