أن أعظم الأسباب التي تُذهب الرزق وتمحق بركته هي المعاصي، فمعصية الله تعالى تحرم العبد الرزق، سواء كان هذا الرزق مالاً، أو علماً، أو صحةً، وتضعف بصيرته، وتطمس نور قلبه، وتحرمه نور العلم، وتُبعده عن الله، وتورث الوحشة بينه وبين الناس، فتسقط منزلته من القلوب ويستولي عليه أعداؤه وتوهن بدنه، وغير ذلك من فوات الخيرات وحصول الآفات المترتبة على المعاصي.
وقد روى أحمد وابن ماجه والحاكم وصحَّحَه عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" لَا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلَّا الْبِرُّ وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِخَطِيئَةٍ يَعْمَلُهَا ".
هناك أسباب تجلب الرزق، و منها :
1- الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى، فهو من أعظم أبواب ***** وسعة الرزق، لقوله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً .يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً .وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً }[نوح10 ـ 12]
2-ومنها الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى، فهو تعالى كفيل بإغاثة الملهوف، وتفريج المكروب، وإجابة المضطر، قال تعالى:{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }[النمل62].