اليقين
هو من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد ، وفيه يتنافس المتنافسون ، وإليه شمر العاملون .
لليقين ثلاث مراتب :
أول مراتب اليقين : علم اليقين ، وهي علمه وتيقنه ، وانكشاف المعلوم للقلب بحيث يشاهده ، ولا يشك فيه ، كانكشاف المرئي للبصر .
ثم يليها المرتبة الثانية ، وهي مرتبة عين اليقين ونسبتها إلى العين ، كنسبة الأول إلى القلب .
ثم تليها المرتبة الثالثة ، وهي حق اليقين ، وهي مباشرة المعلوم ، وإدراكه الإدراك التام .
مثال على هذه المراتب الثلاث حتى يتيسر فهمها :
الأولى : علم اليقين ، مثل : علمك بأن في هذا الوادي ماء .
والثانية : عين اليقين ، مثل رؤية الماء في الوادي .
والثالثة : حق اليقين ، مثل : الشرب منه ، أو الخوض بقدميك فيه .
ذكر هذا الكلام أو قريبا منه الإمام ابن القيم في كتابه مفتاح دار السعادة ج 1 ص 149 .
هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل ربه اليقين ؟
ورد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، أنه قال : قلَّ ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه : " اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهوِّن به علينا مصائب الدنيا ، ومتعنا بأسماعنا ، وأبصارنا ما أحييتنا ، واجعله الوارث منَّا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همِّنا ، ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا " رواه الترمذي وحسنه .
وكان من دعاء أبي بكر الصديق رضي الله عنه : " اللهم هب لي إيمانا ، ويقينا ، ومعافاة ، ونية " ذكره ابن أبي الدنيا عنه بسنده في كتابه اليقين ص 34 .
اللهم ارزقني وقارئ هذه الصفحة وقارئتها اليقين .