فإن كان مؤمنا بالله لقنه الله حجته ..
فيقول :الله ربي، ونبيي محمد، وديني الاسلام ..
فينتهرانه عند ذلك انتهاراً يرى أن أوصاله تفرقت وعروقه قد تقطعت..
ويقولان له: ياهذا تثبت انظر ما تقول ..
فيثبته الله عنده بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويلقنه الأمان
ويدرأ عنه الفزع فلا يخافهما ...
فإذا فعل ذلك بعبده المؤمن استأنس إليهما وأقبل عليهما بالخصومة يخاصمهما ..
ويقول: تهددني كيما أشك في ربي وتريدان أن اتخذ غيره وليا ..
وأنا اشهد أن لا اله إلا الله وهو ربي وربكما ورب كل شيء ..
ونبيي محمد وديني الاسلام ؟ ثم ينتهرانه ويسألانه عن ذلك ..
فيقول: ربي الله فاطر السموات والأرض.. وإياه كنت أعبد ولم أشرك به شيئا ..
ولم أتخذ غيره أحدا ربا أفتريداني أن ترداني عن معرفة ربي وعبادتي اياه؟
نعم هو الله الذي لا اله الا هو ..
قال: فإذا قال ذلك ثلاث مرات مجاوبة لهما تواضعا له ..
حتى يستأنس إليهما انس ما كان في الدنيا الى أهل وده ويضحكان اليه ..
ويقولان له: صدقت وبررت اقّر الله عينيك وثبتك ابشر بالجنة وبكرامة الله
ثم يدفع عنه قبره هكذا وهكذا فيتسع عليه مد البصر ويفتحان له بابا الى الجنة
فيدخل عليه من روح الجنة وطيب ريحها ونضرتها في قبره ما يتعرف به من كرامة
الله تعالى ..
فاذا راى ذلك استيقن بالفوز فحمد الله,ثم يفرشان له فراشا من
استبراق الجنة ويضعان له مصباحا من نور عند راسه ومصباحا من نور عند رجليه
يزهران في قبره
المؤمن قبره
ثم تدخل عليه ريح أخرى فحين يشمها يغشاه النعاس فينام .
فيقولان له: ارقد رقدة العروس قرير العين لا خوف عليك ولا حزن ..