البَصَرُ sight اسمٌ للرُّؤية؛ وربَّما يَجْري البصرُ على العين الصَّحيحة مَجازاً، ولا يَجْري على العَين العَمْياء، فيدلُّ هذا على أنَّه اسمٌ للرُّؤية؛ ويُسمَّى العِلمُ بالشيء إذا كان جلياً بَصَراً، يُقال لك فيه بصرٌ يُراد أنَّك تعلمه كما يَراه غيرُك. والعينُ هي آلةُ البَصَر.
- النَّظر seeing (looking, considering, believing) طلبُ معرفة الشَّيء من جهة غيره ومن جهته أو طَلب الهُدَى، أو طلبُ إدراك الشَّيء من جهة البصر أو الفكر، ويَحْتاج في إدراك المعنى إلى الأمرين جميعاً، كالتأمُّل والفِكر؛ وأصلُ النَّظر المقابلة، فالنظرُ بالبصر الإقبال نحو، والنظرُ بالقلب الإقبال بالفِكْر نحو المفكَّر فيه، ويكون النَّظر باللمس ليُدرى اللِّين من الخشونة، والنظرُ إلى الإنسان بالرحمة هو الإقبال عليه بالرَّحمَة، والنَّظر من الملك لرعيَّته هو إقباله نحوهم بحسن السياسة. وإذا قُرِن النَّظر بالقلب فهو الفِكرُ في أحوال ما يُنظَر فيه، وإذا قُرِنَ بالبصر كان المراد به تَقْليب الحدقة نحو ما يُلتَمس رؤيته مع سلامة الحاسَّة.
- الرُّؤية vision (visus) هي تَحقُّق البَصَر أو الإِبْصار إلى ما هو مَوجود. والرُّؤيةُ في اللغة على ثلاثة أَوجُه:
= أَحدهما العِلم، وهو قَولُه تعالى: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً _ وَنَرَاهُ قَرِيباً}، أي نَعلمُه يومَ القيامة، وذلك أنَّ كلَّ آتٍ قَريبُ.
= والآخر بمعنى الظنِّ، وهو قَولُه تعالى: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً _ وَنَرَاهُ قَرِيباً} أي يَظنُّونه، ولا يكون ذلك بمعنى العِلْم لأنَّهم لا يجوز أن يكونوا عالِمين بأنَّها بَعيدَة، وهي قريبةٌ في عِلْم الله، واستعمالُ الرُّؤية في هذين الوجهين مَجازٌ. ومن هنا جاءت في مُصْطَلحات النَّحويين: رأى القلبيَّة ورأى البَصَريَّة؛ فرأى البَصَريَّة هي ما تَراه بالعَين، ورأى القلبيَّة هي ما تَشْعر به في داخلِك.
= والثَّالِث رُؤيةُ العين وهي حَقيقَة.