التحسس:
هو معرفة مكان شسء أو شخص غائب أو مفقود ولا بد من الانظلاق بالحركة للسؤال عن هذا الغائب
أو المفقود في محاولة لإيجاده ولا بد من استعمال كافة الحواس حتى تجعل المفقود أو الغائب مُشاهَداً
كما في قوله تعالى في سورة يوسف:
(يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)) .
والفرق بين التحسس والتجسسس أن التحسس يكون للصديق أو إذا ضاع منك كنز أو ولد أو معلومات
والتحسس يكون عادة لمصلحتك أما التجسس فهو محاولة اكتشاف غيب العدو وحركاته وخططه ويكون
ذلك عن طريق استراق السمع ونشر العيون وهذا يكون لمصلحة الآخرين.
والتحسس والتجسس محاولة اكتشاف الغيب. والتجسس إن كان على العدو فهو من التجسس الإيجابي
وهو فضيلة كما فعل الهدهد في قصة سبأ، لأنه قد يدفع شر العدو ويُفشِل خططه أو قد يُعين على
مهاجمته أما التجسس على المسلمين فهذا من التجسس السلبي المذموم الذي نهى الله تعالى عنه في قوله
تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) الحجرات)
ونهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم "لا تحسسوا ولا تجسسوا" وهذا من خائنة الأعين.
وقد تجسس عمر مرة على شاربي خمر فحاججوه فاعتذر منهم.