لقوله صلى الله عليه وسلم «من صام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».
أن النبي صلى الله عليه وسلم بين أمرين هما
شرط في إخلاص الصوم لله:
الأمر الأول:: الإيمان بالله أن يكون الإنسان مؤمنا به
و بلقائه و يعلم أنه هو الذي شرع الطاعات و هو الذي شرع الصوم و أن ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده حق فهو مؤمن بقول الله تعالى: ﴿يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعكم تتقون﴾
الأمر الثاني:: هو الإحتساب أن يكون طالبا للثواب عند الله فهو يحتسب هذا العمل لديه أي كأنه يقرض الله قرضا حسنا و يقدم له هذه الطاعة
و يريد الجزاء من عند الله تعالى في مقابلها .......فهذا هو الإحتساب
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه .
قوله صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان) صيغة من صيغ العموم، فيعم كل من قام رمضان رجلاً أو امرأة.
قال الإمام النووي :
معنى إيماناً: تصديقاً بأنه حق مقتصد فضيلته، ومعنى احتساباً، أنه يريد الله تعالى لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص .
ق وله: (غفر له ما تقدم من ذنبه) هذا هو جواب الشرط؛ فمن قام رمضان على الوجه المطلوب شرعاً مؤمناً بالله وبما فرضه الله عليه ومنه عبادة القيام، ومحتسباً للثواب والأجر من الله، فإن المرجو من الله أن يغفر له ما تقدم من ذنوبه.