جاءت الآيات تقرر ذلك بوضوح تام لا لبس فيه ، وتقرر حكمة النزول على تلك الصفة :
1. قال تعالى ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ) الفرقان/ 32 .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - : " لأنه كلما نزل عليه شيء من القرآن ازداد طمأنينةً وثباتاً ، وخصوصاً عند ورود أسباب القلق ؛ فإن نزول القرآن عند حدوث السبب ، يكون له موقع عظيم ، وتثبيت كثير ، أبلغ مما لو كان نازلاً قبل ذلك ثم تذكره عند حلول سببه .
( وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا ) أي : مهلناه ودرجناك فيه تدريجاً ، وهذا كله يدل على اعتناء الله بكتابه القرآن، وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث جعل إنزال كتابه جارياً على أحوال الرسول ومصالحه الدينية " انتهى من " تفسير السعدي " ( ص 582 ) .
2. قال تعالى ( وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ) الإسراء/ 106 .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - : " ( عَلَى مُكْثٍ ) على مهل ، ليتدبروه ويتفكروا في معانيه ويستخرجوا علومه .
( وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزيلاً ) شيئًا فشيئًا مفرَّقًا في ثلاث وعشرين سنَة "