تفسير بن كثير
يقول تعالى: { ولقد أخذنا آل فرعون} أي اختبرناهم وامتحناهم وابتليناهم { بالسنين} وهي سنين الجوع بسبب قلة الزروع، { ونقص من الثمرات} ، وقال رجاء بن حيوة: كانت النخلة لا تحمل إلا ثمرة واحدة، { لعلهم يذكرون فإذا جاءتهم الحسنة} أي من الخصب والرزق { قالوا لنا هذه} أي هذا لنا بما نستحقه { وإن تصبهم سيئة} أي جدب وقحط { يطيروا بموسى ومن معه} أي هذا بسببهم وما جاؤوا به { ألا إنما طائرهم عند اللّه} ، قال ابن عباس: مصائبهم عند اللّه، { ولكن أكثرهم لا يعلمون} وعنه { ألا إنما طائرهم عند اللّه} أي من قبل اللّه.
تفسير الجلالين
{ ولقد أخذنا آل فرعون بالسِّنين } بالقحط { ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون } يتعظون فيؤمنون.
تفسير الطبري
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَلَقَدْ أَخَذْنَا آل فِرْعَوْن بِالسِّنِينَ وَنَقْص مِنْ الثَّمَرَات لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَلَقَدْ اِخْتَبَرْنَا قَوْم فِرْعَوْن وَأَتْبَاعه عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ الضَّلَالَة بِالسِّنِينَ , يَقُول : بِالْجَدُوبِ سَنَة بَعْد سَنَة وَالْقُحُوط . يُقَال مِنْهُ : أَسْنَت الْقَوْم : إِذَا أَجْدَبُوا . { وَنَقْص مِنْ الثَّمَرَات } يَقُول : وَاخْتَبَرْنَاهُمْ مَعَ الْجَدُوب بِذَهَابِ ثِمَارهمْ وَغَلَّاتهمْ إِلَّا الْقَلِيل . { لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } يَقُول : عِظَة لَهُمْ وَتَذْكِيرًا لَهُمْ , لِيَنْزَجِرُوا عَنْ ضَلَالَتهمْ وَيَفْزَعُوا إِلَى رَبّهمْ بِالتَّوْبَةِ . وَبِنَحْوِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 11630 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا يَحْيَى بْن آدَم , عَنْ شَرِيك , عَنْ أَبِي إِسْحَاق , عَنْ أَبِي عُبَيْدَة , عَنْ عَبْد اللَّه : { وَلَقَدْ أَخَذْنَا آل فِرْعَوْن بِالسِّنِينَ } قَالَ : سِنِي الْجُوع . 11631 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْل اللَّه : { بِالسِّنِينَ } الْجَائِحَة. { وَنَقْص مِنْ الثَّمَرَات } دُون ذَلِكَ . * حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا أَبُو حُذَيْفَة , قَالَ : ثنا شِبْل , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . 11632 - حَدَّثَنِي الْقَاسِم بْن دِينَار , قَالَ : ثنا عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى , عَنْ شَيْبَان , عَنْ أَبِي إِسْحَاق , عَنْ رَجَاء بْن حَيْوَة فِي قَوْله : { وَنَقْص مِنْ الثَّمَرَات } قَالَ : حَيْثُ لَا تَحْمِل النَّخْلَة إِلَّا تَمْرَة وَاحِدَة . 11633 - حَدَّثَنِي اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا أَبِي , عَنْ إِسْرَائِيل , عَنْ أَبِي إِسْحَاق , عَنْ رَجَاء بْن حَيْوَة , عَنْ كَعْب قَالَ : يَأْتِي عَلَى النَّاس زَمَان لَا تَحْمِل النَّخْلَة إِلَّا تَمْرَة . * حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا الْحِمَّانِيّ , قَالَ : ثنا شَرِيك , عَنْ أَبِي إِسْحَاق , عَنْ رَجَاء بْن حَيْوَة : { وَنَقْص مِنْ الثَّمَرَات } قَالَ : يَأْتِي عَلَى النَّاس زَمَان لَا تَحْمِل النَّخْلَة إِلَّا تَمْرَة . 11634 - حَدَّثَنَا بِشْر بْن مُعَاذ قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْن بِالسِّنِينَ } : أَخَذَهُمْ اللَّه بِالسِّنِينَ بِالْجُوعِ عَامًا فَعَامًا . { وَنَقْص مِنْ الثَّمَرَات } فَأَمَّا السِّنِينَ فَكَانَ ذَلِكَ فِي بَادِيَتهمْ وَأَهْل مَوَاشِيهمْ , وَأَمَّا بِنَقْصٍ مِنْ الثَّمَرَات فَكَانَ ذَلِكَ فِي أَمْصَارهمْ وَقُرَاهُمْ . الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَلَقَدْ أَخَذْنَا آل فِرْعَوْن بِالسِّنِينَ وَنَقْص مِنْ الثَّمَرَات لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَلَقَدْ اِخْتَبَرْنَا قَوْم فِرْعَوْن وَأَتْبَاعه عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ الضَّلَالَة بِالسِّنِينَ , يَقُول : بِالْجَدُوبِ سَنَة بَعْد سَنَة وَالْقُحُوط . يُقَال مِنْهُ : أَسْنَت الْقَوْم : إِذَا أَجْدَبُوا . { وَنَقْص مِنْ الثَّمَرَات } يَقُول : وَاخْتَبَرْنَاهُمْ مَعَ الْجَدُوب بِذَهَابِ ثِمَارهمْ وَغَلَّاتهمْ إِلَّا الْقَلِيل . { لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } يَقُول : عِظَة لَهُمْ وَتَذْكِيرًا لَهُمْ , لِيَنْزَجِرُوا عَنْ ضَلَالَتهمْ وَيَفْزَعُوا إِلَى رَبّهمْ بِالتَّوْبَةِ . وَبِنَحْوِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 11630 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا يَحْيَى بْن آدَم , عَنْ شَرِيك , عَنْ أَبِي إِسْحَاق , عَنْ أَبِي عُبَيْدَة , عَنْ عَبْد اللَّه : { وَلَقَدْ أَخَذْنَا آل فِرْعَوْن بِالسِّنِينَ } قَالَ : سِنِي الْجُوع . 11631 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْل اللَّه : { بِالسِّنِينَ } الْجَائِحَة. { وَنَقْص مِنْ الثَّمَرَات } دُون ذَلِكَ . * حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا أَبُو حُذَيْفَة , قَالَ : ثنا شِبْل , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . 11632 - حَدَّثَنِي الْقَاسِم بْن دِينَار , قَالَ : ثنا عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى , عَنْ شَيْبَان , عَنْ أَبِي إِسْحَاق , عَنْ رَجَاء بْن حَيْوَة فِي قَوْله : { وَنَقْص مِنْ الثَّمَرَات } قَالَ : حَيْثُ لَا تَحْمِل النَّخْلَة إِلَّا تَمْرَة وَاحِدَة . 11633 - حَدَّثَنِي اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا أَبِي , عَنْ إِسْرَائِيل , عَنْ أَبِي إِسْحَاق , عَنْ رَجَاء بْن حَيْوَة , عَنْ كَعْب قَالَ : يَأْتِي عَلَى النَّاس زَمَان لَا تَحْمِل النَّخْلَة إِلَّا تَمْرَة . * حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا الْحِمَّانِيّ , قَالَ : ثنا شَرِيك , عَنْ أَبِي إِسْحَاق , عَنْ رَجَاء بْن حَيْوَة : { وَنَقْص مِنْ الثَّمَرَات } قَالَ : يَأْتِي عَلَى النَّاس زَمَان لَا تَحْمِل النَّخْلَة إِلَّا تَمْرَة . 11634 - حَدَّثَنَا بِشْر بْن مُعَاذ قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْن بِالسِّنِينَ } : أَخَذَهُمْ اللَّه بِالسِّنِينَ بِالْجُوعِ عَامًا فَعَامًا . { وَنَقْص مِنْ الثَّمَرَات } فَأَمَّا السِّنِينَ فَكَانَ ذَلِكَ فِي بَادِيَتهمْ وَأَهْل مَوَاشِيهمْ , وَأَمَّا بِنَقْصٍ مِنْ الثَّمَرَات فَكَانَ ذَلِكَ فِي أَمْصَارهمْ وَقُرَاهُمْ . '
تفسير القرطبي
قوله تعالى: { ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين} يعني الجدوب. وهذا معروف في اللغة؛ يقال : أصابتهم سنة، أي جدب. وتقديره جدب سنة. وفي الحديث : (اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف). ومن العرب من يعرب النون في السنين؛ وأنشد الفراء : أرى مر السنين أخذن مني ** كما أخذ السرار من الهلال قال النحاس : وأنشد سيبويه هذا البيت بفتح النون؛ ولكن أنشد في هذا ما لا يجوز غيره، وهو قوله : وقد جاوزت رأس الأربعين وحكى الفراء عن بني عامر أنهم يقولون : أقمت عنده سنينا يا هذا؛ مصروفا. قال : وبنو تميم لا يصرفون ويقولون : مضت له سنينُ يا هذا. وسنين جمع سنة، والسنة هنا بمعنى الجدب لا بمعنى الحول. ومنه أسنت القوم أي أجدبوا. قال عبدالله بن الزبعرى : عمرو العلا هشم الثريد لقومه ** ورجال مكة مسنتون عجاف { لعلهم يذكرون} أي ليتعظوا وترق قلوبهم.