اختلفت الأراء حول ما إذا كانت الشوكولاتة تعمل على تحسين المزاج ام لا. فقد أجريت دراسة لتثبت أن الأشخاص ممن يتناولون الشوكولاتة ذات نسبة عالية من السكريات سجلوا نسبة عالية من تحسين المزاج والاحساس بالسعادة لفترة بسيطة وعلى العكس فإن الاشخاص الذين يتناولون الشوكولاتة ذات السكريات الأقل لم يحصلوا على نفس النتيجة مما يدل على أن سر الاحساس بالسعادة وتغيير المزاج يكمن في الطعم الحلو للشوكولاتة أي أن الشوكولاتة ليس لها تأثير في حد ذاتها على المزاج.
في حين أجريت دراسة أخرى عن تأثير الشوكولاتة على مجموعة من 30 شخص تم اعطائهم جرعة يومية 20جم من الشوكولاتة مرتين في اليوم لمدة أسبوعين. وكانت النتيجة أن شعروا جميعا بتحسين في المزاج وأيضا تناقص مستوي الهرمونات الناتجة عن الضغط النفسي والإجهاد مثل الكورتيزول. مما يشير إلى أن تناول الشوكولاتة يساعد على تحسين المزاج والشعور بالسعادة ولا يتعلق الأمر بالمذاق والطعم الحلو للشوكولاتة.
حتى الأن لم يعرف السبب الأساسي في الاحساس بالسعادة عند اكل الشوكولاتة. وتحتوي الشوكولاتة على كميات قليلة من الكافيين والثيوبرومين ويعمل كلاهما على التخلص من أثار الإجهاد والتعب وتحسين الحالة المزاجية بشكل مؤقت. كما أنها تحتوي أيضا على التربتوفان الذي يساعد على رفع مستويات السيروتونين وهو الناقل العصبي الذي يرتبط بمعدلات الحد من الاكتئاب لذلك فإن تناول الشوكولاتة يؤثر على مستوى الناقلات العصبية المرتبطة بالحالة المزاجية في الدماغ. كما أنها مصدر جيد لمركبات الفلافونويد التي تعمل على خفض ضغط الدم ومستوى الكوليسترول في الدم كما أنها تعمل كمضادات للأكسدة. ولكن لم يثبت أن للفلافونويد الموجودة في الشكولاتة أي تأثير مباشر على الحالة المزاجية.
بالتأكيد عند تناولك قطعة من الشوكولاتة, فستشعر أنك أفضل مع الاستمتاع بالمذاق الحلو لها. ولكن بعض هناك بعض الأدلة على أن تناول الشوكولاتة يعمل على تحسين الحالة المزاجية على المدى الطويل عن طريق رفع مستويات الناقل العصبي في الدماغ مثل السيروتونين. ومن المؤكد أن الشوكولاتة ستظل العلاج اللذيذ دائما.
وللشوكولاتة الكثير من الفوائد الصحية التي يمكن أن تجعل عشاق الشوكولاتة لايشعرون بالذنب عند تناولها. فقد ثبت علميا أن الشوكولاتة تساعد في الحماية من الاصابة بأمراض القلب. فمادة الفلافونويد الموجودة بكثرة في الشوكولاتة تتواجد أيضا في بعض النباتات مثل التفاح والبصل والفول السوداني والتوت البري.
وقد اثبتت العديد من الدراسات أن الشوكولاتة غنية جدا بمركبات الفلافونويد التي تعمل كمضادات الأكسدة. وقد أجريت دراسة في لندن لتثبت أن 50 جم من الشوكولاتة الغامقة تحتوي على نفس كمية الفلافونويد الموجودة في 6 تفاحات أو 7 بصلات.
بعض الفوائد الصحية للشوكولاتة
الشوكولاتة تعمل على الوقاية من تجلط الدم
أجريت دراسة في جامعة كاليفورنيا, فقامت مجموعة من المتطوعين بأكل 25 جم من الشوكولاتة ذات محتوي قليل من السكريات التابعة لشركة مارس. بينما تناولت مجموعة اخرى الخبز.
وتم سحب عينات دم من كلتا المجموعتين قبل الأكل وبعد الأكل بساعتين وبعده بست ساعات. وبعد ذلك تم قياس وظائف الصفائح الدموية (وهى تدخل فى تكوين خلايا الدم الحمراء والمسئولة عن عملية تجلط الدم اثناء الجروح). خلال هذه الدراسة, عمل الباحثون على قياس الوقت التي استغرقته الصفائح الدموية لإغلاق جرح صغير بالكامل. وقد وجد أنها استغرفت وقت أطول بكثير في المجموعة التي تناولت الشوكولاتة.
وقال البروفيسور كارل كين, من جامعة كاليفورنيا, للجمعية البريطانية لتقدم العلوم أن تناول كميات صغيرة من الشوكولاتة له نفس تأثير الأسبرين في منع التجلط كما أنها تعمل على تقليل خطر الاصابة بتجلط الاوردة العميقة.
الشوكولاتة تساعد على التخلص من الكوليسترول الضار LDL
هناك دراسة تمت في جامعة ولاية بنسلفانيا, لمقارنة النظام الغذائى الذي يحتوي على نسبة قليلة من الفلافونويد بأخر يحتوي على الكثير من الشوكولاتة. وقد ثبت أن الأشخاص الذين يتناولون الشوكولاتة بكثرة لديهم أعلى مستويات من مضادات الأكسدة في الدم وأقل مستويات من الكوليسترول الضار LDL الذي يتسبب في تصلب الشرايين.
الشوكولاتة تعمل كمضادات للأكسدة
ليس عليك تناول الشوكولاتة فقط للاستفادة منها ولكن اثبتت دراسة أجريت في جامعة وستمنستر, أن استنشاق رائحة الشوكولاتة يعمل على تعزيز الجهاز المناعي.
فعند تعريض مجموعة من المتطوعين لرائحة الشوكولاتة واللحم المتعفن والماء. وجد أن استنشاق رائحة الشوكولاتة يعمل على رفع مستويات الأجسام المضادة في الجسم.
وهذا قد يكون دليل أخر على أن بعض الأشياء الممتعة في الحياة من الممكن أن تكون صحية.
الشوكولاتة تعمل على تحسين أداء الشرايين
في دراسة نشرت في نيويورك للجمعية الأمريكية لإرتفاع ضغط الدم, وجد أن المتطوعين أظهروا قابلية أقل للاصابة بتصلب الشرايين بعد تناول 100 جم من الشوكولاتة ذات النوعية الجيدة. وقد قالت الدكتورة نعومي فيشر من مستشفي بريجهام للنساء في بوسطن, أن مركبات الفلافونويد المتوفرة في الكاكاو قد تؤثر على الانزيم المسئول عن تمدد الأوعية الدموية وتحسين وظائف الكلى وخفض ضغط الدم.
وبالإضافة إلى ذلك, نشر بعض العلماء في اليونان تقارير في الجمعية الأوروبية لمؤتمر طب القلب في برلين عام 2004. أنه من خلال دراسة تمت على مجموعة من 17 من الشباب المتطوعين لقياس وظائف الخلايا المبطنة للشراينن التي تتحكم في درجة تصلب الأوعية الدموية. ثبت أنها تحسنت بعد ثلاث ساعات من تناول الشوكولاتة الغامقة.
الشوكولاتة تقلل من السعال والكحة
بعض الأبحاث التي أجريت في امبريال كوليدج في لندن, ذكرت أن مادة الثيوبرومين المتوافرة في الشوكولاتة هي ثالت أكثر فعالية من الكودايين للتخلص من الكحة.
ووفقا لمجلة FASEB الالكترونية, عند إجراء تجربة على متطوعين من الاصحاء وتعريضهم لبخاخات من الفلفل الحار ثم قياس كمية السعال الناتجة عن ذلك بعد اعطائهم حرعة من الكوداين ومرة أخرى الثيوبرومين الخاص بالشوكولاتة.
وجد أنه في حالة تناول جرعة الكودايين نتج السعال بعد استنشاقهم لكمية أقل بكثير من التي تم استنشاقها في حالة تناول جرعة من الثيوبرومين.
الثيوبرومين يعمل على الحد من نشاط العصب المبهم المسئول عن السعال. كما أنه يفضل تناوله نظرا لعدم تسببه في أي اثار ضارة على الجهاز العصبي المركزي او الجهاز الدوري.
الشوكولاتة من أهم عوامل الرومانسية والحب
فدائما ما ترتبط المناسبات الرومانسية بصندوق من الشوكولاتة. فهي تحتوي على العقار الطبيعى للحب مادة التربتوفان. التي تعمل على تحفيز انتاج مادة السيرتونين في المخ. وكلما ارتفعت نسبة السيرتونين, كلما زاد الاحساس بالسعادة.
كما أن الشوكولاتة تحتوي على كميات قليلة من مادة الفينيل ايثيل امين وهو من الناقلات العصبية التي تعمل على زيادة الاحساس بالجاذبية والاثارة في مركز الاستمتاع داخل المخ.
من المعروف جيدا أن تناول كميات كبيرة من الشوكولاتة يعمل على زيادة الوزن. ولكنه لا بأس من تناول قطعة صغيرة من الشوكولاتة خلال اليوم وخاصة بالنسبة للنساء.
كما يمكنك اختيار انواع الشوكولاتة الغامقة التي تحتوي على ما لايقل عن نسبة 70% من الكاكاو ونسبة بسيطة من زبدة الكاكاو.