بسط الموجز وما قيمة الأوطان إن لم يكن لها – رجال يلذون الشقاء لينفعوا
في هذه الخليقة لكل شيء له قيمة و ثمن و تختلف أثمان الأشياء باختلاف ما تحمله من معانٍ في نفس الإنسان ، و بما أن الوطن أحد هذه الأشياء التي تحتل مكانة رفيعة في النفوس لذا كانت قيمتها مختلفة عن باقي الأشياء ، فقد جاءت هذه الصورة عن قيمة الوطن متجلية بوضوح في نفس شاعرنا السنوسي لذا جاءت ألفاظة تحكي هذه الدلالة .
فهو يتساءل هنا مستنكرا عن قيمة الأوطان التي يعيش فيها الإنسان دون إحساس بأي مسؤولية أو دور تجاهها فهذه أوطان لاقيمة و لا ثمن لها ، فهو يرى أن قيمة الوطن تزداد بما فيه من معادن نفيسة لرجال تجشموا المشاق و كابدوا العناء و التعب ابتغاء رفعة وطنهم ، و كأنما يرمي بقوله ما مفاده أن المواطن الحق هو من يستشعر بصدق مدى مسؤوليته و أهمية دوره الذي يقدمه خدمةً لهذا الوطن حتى لو كلفه الغالي و النفيس . فضلا أن هناك رجال دأبوا و اعتادوا على نفع أوطانهم و قدموا كل ما يمكن تقديمه حتى أصبح
هذا ديدنهم و منهجهم حمل المسؤولية و تجشم المشاق لما يرونه في أنفسهم و لأنهم أهل لذلك حسبما تشير إليه هذه المقولة :
( لا يقوم بالعبء الثقيل إلا أهله ) .
اجهلك غير متواجد حالياً