كثيراً ما يختلط الأمر لدى الكثيرين في قضية التفريق ما بين النبي والرسول من حيث التعريف ، فكما أنها حقيقة لا تقبل النقاش أو الجدل بأن كلاهما ممن اصطفاه الله من عباده المكرمين ، إلا أنّ هناك فرق يميز ما بينهما ، بل إنّ هناك فروق يمتاز بها أفراد كل فريق فيما بينهم كذلك من حيث الواجبات والأوامر ، فمن هو النبي ومن هو الرسول ؟ النبي هو عبد من عباد الله الصالحين اختاره الله واصطفاه من بينهم وكرّمه وأحاطه بهديه وتوفيقه ليكون مثالاً حياً على الإنسان الصالح والايجابي الذي يرضى عنه الله ، والنبي يمكن أن يكون نبياً دون تكليف مباشر من الله إليه لهداية الآخرين ، ويمكن أن يكون هناك أمر إلهي مباشر إليه لكي يهدي من حوله من الناس ، من عشيرة أو أناس معينين اختارهم الله لتتم دعوتهم إلى الهداية ، والنبي لا يشترط فيه أن يكون مدعماً بكتاب سماوي من الله ووحيه لنبيه ، كما هو الحال في التوراة والإنجيل والزبور والقرآن . والرسول هو النبي الذي جاء ومعه وحي بكلام الله المسمّى من قبله عز وجل بالاسم الذي اختاره لهذا الكلام الإلهي ، سواءا أكان قرآناً أم زبوراً أم إنجيلاً أم توراة ، فنلاحظ هنا أن كل رسول نبي ولكن ليس كل نبي رسولاً . أمّا الرسل فهم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام وسيدنا عيسى عليه وعلى أمه أفضل السلام ، وسيدنا داوود ، أمّا الأنبياء فالمعروف منهم والذين قد ما ذكرهم القرآن هو خمسة وعشرون نبيا ، ولكن الرسول أنبأنا بأنّ عددهم أكثر من ذلك بكثير وأنه لا يعلم عددهم الحقيقي إلا الله عز وجل وحده . ومن الأنبياء : أب الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، وسيدنا نوح ، وسيدنا يوسف ، وسيدنا يعقوب ، وسيدنا هارون ، وسيدنا أيوب ، وسيدنا ذو الكفل ، وسيدنا سليمان ، والبقية من الأنبياء المذكورين في القرآن ، وغير المذكورين فيه والذين لا يعلم عددهم إلا الله ، عليهم السلام منّا أجمعين .