فقد ثبت في الأحاديث الصحاح أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن، وأن حبها سبب لدخول الجنة، وثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها دبر كل صلاة مفروضة مع المعوذتين، وكذلك كان إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بالإخلاص والمعوذتين، ويمسح بهما ما استطاع من جسده. وروى الإمام أحمد من حديث معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {من قرأ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) حتى يختمها، عشر مرات، بنى الله له قصرًا في الجنة} فقال عمر: إذن نستكثر يا رسول الله. فقال صلى الله عليه وسلم {الله أكثر وأطيب} قال ابن كثير رحمه الله تعالى: تفرد به أحمد، وفي سنن الدارمي من حديث سعيد بن المسيب رحمه الله أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال {من قرأ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) عشر مرات، بنى الله له قصرًا في الجنة، ومن قرأها عشرين مرة بنى الله له قصرين في الجنة، ومن قرأها ثلاثين مرة بنى الله له ثلاثة قصور في الجنة} فقال عمر بن الخطاب: إذا لتكثر قصورنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم {الله أوسع من ذلك} قال ابن كثير رحمه الله تعالى: وهذا مرسل جيد.
وما جرت عليه عادة بعض الناس من قراءتها على القبر ـ بعد الدفن ـ إحدى عشرة مرة؛ فإنهم يستندون في ذلك على حديث موضوع، وهو حديث {من مر بالمقابر فقرأ (قل هو الله أحد) إحدى عشر مرة، ثم وهب أجره للاموات؛ أعطي من الأجر بعدد الأموات} وقد حكم بوضعه السيوطي في (ذيل الأحاديث الموضوعة)، وتبعه ابن عراق في (تنزيه الشريعة المرفوعة، عن الأحاديث الشيعة الموضوعة). وأما الحديث المذكور فقد حكم عليه الحافظ العراقي في تخريج الإحياء بالوضع، والله تعالى أعلم.