حتى تذوق طعم الصلاة وتتنعم به فلا بد أن يحصل لك الخشوع بها، وكذلك الخضوع ، فيكون الخشوع بالقلب وإذا خشع القلب بين يدي الله عز وجل خضعت الجوارح والأركان لله سبحانه وتعالى ، وهذا الخشوع الذي هو لذة الصلاة ومتعتها يحاول الشيطان أن يفسدها على المصلي عن طريق الوسوسة ، أو أن يذكره بشيء كان غائباً عنه. ومن الوسوسة أن يُشكك الشيطان الإنسانَ بصحة طهارته أو عدد الركعات التي صلاها ، أو في الأذكار أوقراءة القرآن داخل الصلاة ، والشيطان الذي يدخل على المصلي في صلاته ليفسدها له يُدعى( خنزب) ، كما في الحديث الذي ورد في صحيح الإمام مسلم (أنَّ عثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله. إنَّ الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي. يُلَبِّسها علي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسل :"ذاك شيطان يُقال له خنزب. فإذا أحسسته فتعوَّذ بالله منه. واتفل على يسارك ثلاثاً" فقال : ففعلت ذلك فأذهبه الله عني). فإذا كان هذا حال الصحابة رضوان الله تعالى عنهم ،يأتيهم الشيطان فيلبس صلاتهم عليهم ، فكيف بنا نحن ولسنا بأفضل حال منهم ، ولكن عصمتنا بالله وحده من هذا العدو الخبيث وعلينا بالوصيّة النبوية التي أوصاها لعثمان بن أبي العاص رضي الله عنه ليتخلص من وسوسة الشيطان في الصلاة.