وإن حسن ظن العبد بربه يجب أن لا يكون مقصورًا على حالة مخصوصة، أو حادثة بعينها، أو زمن دون آخر، فكما يجب أن يحسن المرء ظنه بالله وهو مقبل عليه، يرجو عفوه ومغفرته، فكذلك يجب أن يكون حسن ظنه بالله مصاحبًا له في كل ما يعرض له في هذه الحياة الدنيا من شدائد، وما ينزل به من نوازل، وما يغشاه من كروب، فإذا ابتُلِي بداءٍ، أو أصابته جَائِحَة، أو غَلَبهُ الدَّين، أو فَقَدَ حبيبًا كان مِلء السمع والبصر؛ وجب عليه أن لا ييأس من رَوْح الله، وأن لا يقنط من رحمته، بل يجب عليه أن يستيقن أنّ ما نزل به من بلاء لم يكن إلا خيرًا له؛ يرفع الله به الدرجة، أو يدفع عنه شرًّا أعظم مما ابتلاه به، أو يعوّضه خيرًا مما فقد، في عاجل أو آجل، كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من يرد الله به خيرًا يُصِب منه»( 11). أي: يبتليه بالمصائب ليثيبه. وكما جاء عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن عِظَم الجزاء مع عِظَم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السَّخَط»( 12).
رابط الموضوع :
http://www.assakina.com/alislam/15297.html#ixzz43l7gvjbe