في مطلع القرن الثاني عشر
كانت شبه الجزيرة العربية ترفل في ثياب الجاهلية
حتى كادت تظل سواء السبيل
فمن الناحية الساسية لم نكن الا مجموعة من القبائل المتناحرة
والتي يغزوا بعضها بعضا فيسلبون وينهبون ويقتلون
وكل زعيم قبيلة هو الحاكم السياسي لها
ومن الناحية الدينية
فكنا في حال تشبه حال الجاهلية، إلاّ من عصم ربي
ولم يكن الرحالة وليم بالجريف William Palgrave مسرفاً حين وصف الدين، في الديار النجدية قديماً، بأنه
"ذكرى بعيدة غامضة، محتها الأيام!".
جهل وظلمات وإنحراف وسطوة
ضعف في الدين جعل لكل منطقة من مناطق شبه الجزيرة تقريباً ديانة مختلفة
مما أبعد عنا عيون المستعمرين حيث جعلونا في غياهب الجهل نتخبط
وننشغل يقتل بعضنا البعض تعديا وظلما
ويصوِّر ابن بشر وابن غنام، المؤرخان النجديان، تلك الحال في قولهما:
"وكان الشرِّك إذ ذاك قد فشا في نجد وغيرها، وكثر الاعتقاد في الأشجار، والأحجار، والقبور والبناء عليها والتبرك بها، والنذر لها، والاستعاذة بالجن والذبح لهم، ووضع الطعام لهم، وجعله في زوايا البيوت لشفاء مرضاهم، ونفعهم وضرهم، والحلف بغير الله. وغير ذلك من الشرك الأكبر والأصغر". كما قدَّس الناس الموتى، وأحيوا عادات وثنية وسبئية قديمة، وأهملوا القرآن، وتناسوا الزكاة، والصيام، والحج، وما عادوا يعرفون أين تقع القبلة!