أرسل الله تعالى سيدنا لوط عليه السلام إلى قومه لينذرهم بعبادة الله وحده ، و قوم لوط لعلّ إتخذت هذا لإسم نسبة إلى العادة السّيئة و القبيحة التي كانوا يمارسونها حيث كانوا يشتهون الرّجال من دون النّساء أي يتزوجون الرّجال و يعاشرونهم معاشرة الأزواج ، و هذه من أقبح و أسوء العادات المحرّمة في إسلامنا و ديننا الحنيف .
فتوعّد الله تعالى بتعذيب قوم لوط ، و كما ورد في القرآن الكريم بدأت قصة تعذيب قوم لوط عندما أرسل الله تعالى ملائكته بصورة و على هيئة رجال ، و كانوا على أجمل صورة أي كانت الملائكة على صورة أجمل الرّجال ، أتوا على سيدنا لوط ليحذروه و يبشروه بعذاب قومه و أمروا سيدنا لوط عليه السلام و أهل بيته بالخروج من القرية التي هو فيها ليعذبهم الله ، و كان لسيدنا لوط إمرأة سيئة و هي من أخبرت قوم لوط بوجود ضيوف عنده و هم رجال على أجمل صورة ،
فأسرع القوم إلى بيت النّبي لوط عليه السلام و طالبوه بالرّجال الذين عنده لكن سيدنا لوط عرض عليهم بناته و قال لهم بناتي أطهر لكم ولا تفضحوني أمام ضيوفي ، لكن القوم أبوا ذلك و أبوا أن يرجعوا إلى منازلهم فدعا لوط عليهم ، و دلّت الآيات الكريمة إن الله تعالى طمس على أعينهم و أصبحوا عمياناً يتخبطون ، فخرج سيدنا لوط و أهله في ساعة السّحر و هي ساعة الليل القريبة من الفجر و أمرهم الله تعالى أن لا ينظروا ورائهم و لكن الذي نظر هو زوجته و هي عجوز في الغابرين و مسها عذاب الله تعالى و يقال هناك صخرة ما زالت حاضرة و شاهدة على إنّ هذه الصخرة هي إمرأة لوط عندما نظرت عند تعذيب قوم لوط.
و كان عذاب قوم لوط في ساعة الصّبح عندما أرسل الله تعالى سيدنا جبريل عليه السلام بسخط الأرض التي هم فيها قال تعالى ( و جعلنا عاليها سافلها ) أي قام جبريل بجناحيه بقلب القرية رأسا على عقب و أمطرت السماء عليهم حجارة من سجيل و كان هذا هو عذاب الله تعالى إلى قوم لوط أي سخط القرية التي هم فيها و لم يبقى منها شيء جزاءاً بما كانوا يفعلونه من سوء و عدم طاعة الله تعالى و عدم طاعة سيدنا لوط عليه السّلام.