الموناليزا (باللُغةِ الفرنسيةِ: Mona Lisa، وباللُغةِ الإيطاليةِ: Monna Lisa) أو الجيوكاندا (باللُغةِ الفرنسية:La Joconde، نقحرة: لا جوكوند، وباللُغةِ الإيطاليةِ:La Gioconda، نقحرة: لا جوكوندا)، هي لوحةٌ فنيةٌ نصفيةٌ لسيدةٍ يُعتقدُ بِأنها ليزا جوكوندو، بِريشةِ الفنان، والمهندس، والمُهندِس المعماري، والنحّات الإيطالي ليوناردو دا فينشي. [1] إستخدم دا فينشي في إنهائها طلاء زيتي ولوح خشبي مِنَ الحور الأسود. وقد وُصِفت هذهِ اللوحة بِأنها "أكثر الأعمال الفنية شهرة في تاريخِ الفن، وأكثر عمل فني يتم الكتابة عنه، والتغني به، وزيارته من بينهم"، كما وُصفت أيضًا بِأنها "أكثر الأعمال الفنيّة التي تمت محاكاتها بشكلٍ ساخر في العالَم".[5]
قام المؤرخ في مجال الفن جورجو فازاري بإطلاق اسم "الموناليزا" على اللوحة، حيث كتب:
«تولى ليوناردو مهمة تصوير لوحة الموناليزا لفرانشيسكو ديل جيوكوندو، زوجته»
[6][7] وكلمة (Mona) هي إختصار للكلمة الإيطالية (Ma donna) والتي تعني "سيدتي" أي أن موناليزا تعني "سيدتي ليزا". حيث كانت ليزا ديل جوكوندو تعرف باسم (Ma donna Del Giocondo) أي "السيدة ديل جوكوندو"، وكلمة (Ma donna) كانت تختصر بين عامة الناس في الحديث اليومي إلى (Monna) وبالتالي فقد كانت تنادى ب(Monna Lisa).[8][9]
تظهر اللوحة صورة امرأة -والتي هي موضوع اللوحة- جالسة بشكل جانبي وبإعتدال على كرسي، مع صدرها ووجهها ملتفين قليلا بإتجاه الناظر. وضعية جلوسها هذه مستمدة من التركيب الهرمي الذي إستخدمه دا فينشي ليضفي على لوحته إيحاء بجلوس مادونا. ويظهر أيضا أن ذراعها اليسرى مرتاحة على مسند ذراع الكرسي حيث تعانقها يدها اليمنى التي تشق طريقها عبر منتصف جسدها. وضعية ذراعيها والعلاقة بينهما وبين مسند ذراع الكرسي، تخلق نوع من الإحساس بوجود مسافة بين الشخصية الجالسة والناظر. تبدو خبرة دا فينشي في التشريح واضحة عند النظر إلى اليدين، هذا لأن دا فينشي عاش في المستشفى ليدرس الهياكل العظمية وعلم التشريح على ما يزيد عن 30 جثة.[9][10] يظهر في المنظر الطبيعي الذي خلف الشخصية إستخدام المنظور الجوي في رسمه، حيث تظهر ألوان زرقاء مدخنة، مع وجود نقطة غير محددة بوضوح، ومتلاشية، تتلاقى عندها جميع الخطوط مما يعطي تركيبتها نوع من العمق.[10]
تعد الموناليزا اليوم -تقريبا- أشهر عمل فني في العالَمِ؛ حيث يصل عدد زوارها إلى الستةِ ملايين زائر خلال السنة الواحدة (80% من زوار متحف اللوفر)،[11][12] إلا أنَ الموناليزا لم تحظى بهذه الشهرة حتى مطلع القرن العشرين؛ حيث كانت في ذلكَ الوقت مجرد لوحة مِنْ بين اللوحاتِ العديدةِ التي حظيت بِتقديرٍ عالٍ.[13] مع بداية القرن التاسع عشر بدأ الناس يمدحون دا فينشي وساد إعتقاد حينها بأنه عبقري، ومن ثم بدأت شهرة الموناليزا تنمو تدريجيا مع مطلع منتصف القرن التاسع عشر. ويعود سبب شهرتها تلك إلى عدة أسباب مختلفة من أهمها إبتسامتها التي وُصفت بِأنها غامضة ومبهمة؛ حيثُ حيرت العديد مِن الأشخاص مِثل سيجموند فرويد وأساتذة جامعة هارفارد وأعداد لا تحصى مِن المشاهدين،[14] إلى جانب ذلك؛ إستخدامه لطريقة الرسم بمنظور من نقطة واحدة في الخلفية، وهنالك أمر يتعلق بجل التركيبة الفنية لهذه اللوحة، والطريقة التي استخدمها في رسم المنظور الجوي. حيث يساهم كل منهم في إيصال الصورة الشاملة لهذه اللوحة.[15]
رسم دا فينشي الموناليزا عندما كان يعيش في فلورنسا عندما أسند إليه فرانشيسكو ديل جيوكوندو وكان تاجر حرير ثري مهمة رسم زوجته ليزا جوكوندو عام 1503 -أي في عصرِ النهضة الإيطالية- حيث كانا متفقين على تعليقها على حائط بيتهما الجديد كنوع من الإحتفال بمولودهما الجديد آندريا. إستمر دا فينشي بالعمل عليها إلى أن إنتهى منها عام 1519. أخذ دا فينشي اللوحة معه من إيطاليا إلى فرنسا عندما انتقل إلى هناك بدعوة من الملك فرانسوا الأول وانتهى به المطاف بأن توفي هناك قبل أن يسلمها إلى فرانشيسكو جوكوندو أو زوجته ليزا جوكوندو.[16]
هنالك الكثير من القصص حول كيف أصبحت اللوحة مُلكًا لِملك فرنسا فرانسوا الأول إلا أن الأمر الأكيد هو أنها أصبحت ملكا له عام 1530. في ذلك الوقت تم الإحتفاظ بها في قصر فونتينبلو حيث بقيت هناك إلى أن نقلها الملك لويس الرابع عشر إلى قصر فرساي. وبعد الثورة الفرنسية -تحديدا في عام 1797- تم نقلها إلى متحفِ اللوفر ووضْعها خلف لوح زجاجي مقاوم للرَصاص حيث لا تزال موجودة هناك منذ ذلك الحين.[17][18]