التطور في السحر والشعوذة
تطورت أساليب السحر والشعوذة والدجل وتقدمت تدريجياً تبعاً لتطور العصر حيث كانت في البداية علاج الأمراض البسيطة والرقية من العين وجلب قلوب المحبين وتطورت الى التفرقة بين الأزواج وعمل الأسحار وسيطرة المرؤوس على رئيسه وبعد برهة تطور أولئك المشعوذون الى ادعاء مخاطبة الجن وتكثير الأموال والتعامل مع ملك الجن والمسئول الأول عن بنك الجن وتدرج أدعائهم من تكثير الأموال من آلاف الى ملايين ثم الى مليارات وأخيراً وصل فكر أولئك المشعوذين الى صناعة الأحزمة الواقية من الطلقات النارية وطعنات السكاكين والخناجر حيث أدعوا أن من تطوق بذلك الحزم الذي يعد خصيصاً للحماية من الطلقات النارية والطعنات القاتلة من السكاكين والخناجر فلن يصبه شيء منها ولو كان في قلب المعركة والرصاص يصوب إليه من كل حدب وصوب حيث ينساب الرصاص وطعنات الخناجر والسكاكين على جسمه كالماء البارد هذا ما وصل إليه فكر اثنين من السحرة الكبار من الجنسية النيجيرية بالعاصمة المقدسة حيث أخذا يروجان لخزعبلاتهما تلك بين الأوساط الضعيفة ومصدقي الوهم و يطلبان على الحزامين الواقيين مبلغ ( 35ألف ريال) بحيث يكون مقابل الحزام الوقائي من الرصاص (25ألف ريال) ومقابل الحزام الواقي من طعنة السكين (10آلاف ريال).
وعند بدء العملية يحضر الساحران ومعهما الأدوات المخصصة لعملهما وعند البداية يطلبان من الضحية أن يجلس على كرسي وأن يغسل يديه ورجليه ويذكر لهما اسم والديه "أمه وأبيه" ويبد أن في طقوسهما المعتادة ويقدمان له خاتماً يدعيان أنهما أحضراه من ملك الجن شخصياً ويتمتمان وينفثان عليه ويتخيل للضحية أن الكرسي الذي تحته يشتعل ناراً.
اعترافات ساحر
بعد أن ألقي القبض عليه ووقع في قبضة رجال الأمن أخذ يردد:
"الآن عدت لله - أشهد الله أنني تبت إليه".
واخذ يردد "أنما جاءوا به كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى".
نحن أضعف الناس.. وأذل الناس.. وأحقر الناس.
فلماذا يخافنا الناس؟؟؟
نحن لانفلح أبداً. ( ولايفلح الساحر حيث أتى).
وموسى عليه السلام الذي احتشد أمامه آلاف السحرة يقول لهم بكل ثقة:
( ماجئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لايصلح عمل المفسدين) .
وكلما عملنا من عمل فسد ماعدا الشيء اليسير الذي نجح.
أما الشيطان فهو أضعف منا بكثير يقول عنه خالقه ( ( إن كيد الشيطان كان ضعيفا) ومايزيد الشيطان قوة إلا خوفنا منه حيث قال جل من قائل:
( وأنه كان رجال من الأنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا).
ولايزيدنا قوة وشياطيننا إلا خوف البسطاء والمتوهمين منا. وتفسيرهم لكل مايحدث انه سحر.
ولو كان أحدنا يقدر على أن يخاطب ملك الجن ويجلب منه الأموال الطائلة لكان السحرة أغنى الناس ولما رضينا بالجزء البسيط جداً مقارنة بالمال الذي سنجلبه للضحية هذا لو كان للضحية عقل يفكر به.
ولو كنا نقدر على كل ما نريد لسحرنا الزعماء ولحظينا بمكان مرموق ومنزلة عالية في المجتمع وكذلك لسحرنا كبار التجار وأخذنا أموالهم، ولو كنا نقدر على كل ما نريد لهربنا من الشرطة وأهل الحسبة قبل أن يمسكوا بنا ولسحرنا القاضي عند الحكم علينا بعد القبض علينا.