بالرغم من المحاولات والاجتهادات التي ميزت حقبة العصبة هناك حقيقة يجتمع عليها البعض أن عصبة الأمم فشلت في الميدان السياسي وخيبت الآمال البشرية لنشر الأمن والأمان ولكن لابد لنا أن نلقي الضوء علي أسباب وتداعيات هذا الفشل والإخفاق فكان التصادم الدولي
بنشوب الحرب العالمية الثانية ، سوف نأتي بأهم أسباب الانهيار :
1 ـ عدم انضمام بعض الدول الكبري كالولايات المتحدة الأمريكية ورفضت التصديق علي ميثاق العصبة أو الانضمام لها بالرغم من مساهماتها في انبثاقها وكان المجلس الذي يحكم العصبة وتسود فيه القوي العظمي من فرنسا وبريطانيا ثم أنظمت إيطاليا واليابان وأخيراً ألمانيا 1926،والاتحاد السوفيتي الذي لم ينضم إلا في عام 1934 م وطرد منها عام 1939 م ،وخروج كل من اليابان وألمانيا وايطاليا بعد سنوات
2 ـ غلب علي العصبة الطابع الأوربي فكان أن استحوذت الدول الأوربية فقد رأت الولايات المتحدة في النظام التأسيس للعصبة محاولة من الدول الأوربية الاستعمارية الكبرى للاستئثار بغنائم الحرب العالمية الأولي،وكانت اقرب إلي جمعية أوربية تعمل لخير ومصالح أوربا وتعالج وتهتم بالمسائل الأوربية دون غيرها .
3 ـ عدم التوفيق بين المبادئ الفلسفية والأخلاقية السامية التي قامت عليها وبين الواقع فغابت العدالة فيالعديد من القضايا كحماية الأقليات العرفية والدينية وكان نظام الانتداب يستغل لمصلحة الدول المنتدبة وحق تقرير المصير ورد الاعتداء عن الدول الضعيفة والتضحية بمصلحة الضعيف .
4 ـ لم تستطيع عصبة الأمم أن تكون نظاما للأمن يفوق وحدة الدول الكبرى قوة ، وأخفقت العصبة في اتخاذ أي إجراء فعال ضد هجوم اليابان علي الصين في منشوريا في 1935 أمكن التصويت علي فرض عقوبات اقتصادية علي ايطاليا التي كانت تغزو بجيوشها أثيوبيا ولكن فشل التصويت علي إيقاف تدفق البترول لمعدات الحرب الايطالية ، وانتهت العقوبات الضعيفة بالفشل عام 1931،وأيضا ضعف العصبة في رد الاعتداء وانتهاك صك ونصوص العصبة عدم منع إيطاليا وألمانيا من التدخل في الحرب الاسبانية الأهلية( 1936 – 1939 ) هذا شجع ألمانيا النازية علي ضم الأقاليم المجاورة لها واشتعال الحرب العالمية الثانية
5 ـ لم يكن للعصبة قوات مسلحة.
6 ـ اعتمادها على التصويت بالإجماع بدلا من إتباع رأي الأغلبية.