ما ينبغي فعله في ليلة النصف مأخوذ من الحديث الذي رواه الإمام علي في صحيح ابن ماجة، قال صلى الله عليه وسلم:إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا، وَصُومُوا يَوْمَهَا، فَإِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ، أَلا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ، أَلا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ
علىَّ قيام الليل إما بتلاوة القرآن، أو بذكر الله، أو بالاستغفار، أو بصلاة التسابيح، أو بأي عمل صالح نافع رافع للمرء، أو أُنوِّع هذه الأعمال بحيث يكون لي نصيب من كل هذه الأعمال. واستحسن بعض السلف أن يقرأ المرء في هذه الليلة (يس) ثلاث مرات لقوله صلى الله عليه وسلم:إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبًا وَقَلْبُ الْقُرْآنِ يس{1}، ويقول صلى الله عليه وسلم:مَنْ قَرَأَ يس فِي لَيْلَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ، غُفِرَ لَهُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ{2}، والتثليث سُنَّة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا أدَّى عملاً أو قال قولاً يقوله ثلاثاً حتى يتعلم منه صحبه الكرام. أو يُصلي ست ركعات بعد المغرب لقوله صلى الله عليه وسلم:مَنْ صَلَّى بَعْدَ الْمَغْرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ، وَإِنْ كَانَتْ مثل زَبَدِ الْبَحْرِ{3}، ولذلك لا يزال كثير من الصالحين يصلي ست ركعات بعد المغرب طوال العام وليس في ليلة معينة، وفي رواية أخرى:مَنْ صَلَّى سِتَّ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الْمَغْرِبِ لَمْ يَتَكَلَّمْ بَيْنَهُنَّ بِسُوءٍ، عُدِلَتْ لَهُ عِبَادَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً{4}، ويُكثر من الاستغفار لأنها ليلة المغفرة، ويُكثر من الدعاء لأنها ليلة الإجابة، ويُكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لأنها ليلة قبول شفاعته في أمته، وإذا أكرمه الله صلَّى صلاة التسابيح لأنها صلاة المغفرة الجامعة، إما جماعة مع بعض الأحبة، أو بمفرده في أي زمان أو مكان، المهم أن يُكثر من الأعمال في هذه الليلة، والأهم من هذا كله أن يحرص في هذه الليلة على أداء المغرب والعشاء والفجر جماعة في أوقاتهم في بيت الله لأن الفرائض أولاً ثم النوافل ثانياً. وإن استطاع أن يصوم التالي وهو يوم الخامس عشر فقد أحسن لنفسه، لكن لا يصومه على سبيل السُنَّة لأنه لم يثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم صامه، حبب في صيامه وحس على صيامه، لكن لم يرد أنه صامه، فإذا صمته أصومه من باب التقرب إلى الله، لكن ليس اقتداءاً برسول الله صلى الله عليه وسلم، غير يوم عاشوراء فأصومه اقتداءاً برسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه صام يوم عاشوراء. هذه أهم الأعمال وأهم منها أن يستعد الإنسان قبل ذلك بتطهير القلب من الأحقاد والأحساد والغل والكره والبغض وما شابه ذلك حتى يكون في هذه الليلة قلبه بين يدي الله سليم من جهة خلق الله أجمعين
☀{1} جامع الترمذي وسنن الدارمي عن أنس رضي الله عنه☀
{2} سنن الدارمي عن أبي هريرة رضي الله عنه
{3} معجم الطبراني عن عمار بن ياسر رضي الله عنه
☀{4} سنن ابن ماجة وابن خزيمة عن أبي هريرة رضي الله عنه
المصدر اضغط : مكتبة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
https://www.facebook.com/fawzyabuzeid.library/?fref=nf