إنّ الناس يردون أن يصدقوا أنّها موجودة فعلًا، فلجأوا لهذا التصديق ودعمه بالأدلة والأقوال أو اختراع الأدلة والأقوال، ونحن هنا حاولنا أن نستقصي الحقيقة، ونجمع الأدلة والبراهين للتأكيد إن كان هناك حورية بحر فعلًا على هذا الكون تشبه تمامًا ما رأيناه في رسوم الكرتون على التلفاز، أم أنّها خيال من صنع الإنسان وتفكيره. عرف في أذهان الناس أنّ حوريات البحر شبيهات بالبشر، حيث أنّ الجزء العلوي منهن يكن على هيئة المرأة البشرية، بينما الجزء السفلي ذيل سمكة طويل ذو لون جذاب، وعرف عن الحوريات جمالهن الأخاذ، وشعرهن الطويل، وأنّهن يظهرن للصيادين يساعدوهم في صيد الأسماك أو مساعدتهم على التغلب على أمور الحياة، ومنهم الذكر والأنثى. وفي الحقيقة نبعت قصص الحورية من اليونان القديمة، حين اكتشف علماء الآثار قوالب من البرونز تعود إلى حوريات قبل ثلاثة آلاف سنة، وظهرت أول القصص عند الآلهة اليونانية التي ألقت نفسها بالماء فأصبحت أعلى الجسد بشرُا وأسفله سمكة. وأخذ موضوع الحوريات موضع مهم في الأساطير الإفريقية، بدأت من حكاية صبي صغير كان يسبح بالنهر حين ضربت عاصفة من الرياح القوية النهر والأراضي من حوله، فما كان من الحوريات إلا أن ظهرن وساعدن الصبي الصغير، واشتهر هذا الموضوع منذ ذلك الحين، وبعدها وجده راعي وأعاده لأسرته وأنقذه. وقبل قرن صدر تقريران من بريطانيا وكولمبيا يزعم برؤية الحوريات في مناطق من بلادهما، ممّا دفع بالكثير من السكان بتصديق الأمر، وهو ما لم تثبه الأيام. وفي عام 2006م عُثر في جزيرة بماليزيا على ما يشبه هيكلًا يعود لحورية بحر، تم التقاط صورًا عديدة له، وانتشرت على محرك البحث جوجل؛ ممّا جعل الناس تصدق فعلًا وجود حوريات البحر، وهذا دفع لظهور نظرية جديدة في تحول الإنسان من كائن مائي إلى كائن برمائي، وهي نظرية حازت على اهتمام العلماء بشكل كبير. كما تمّ العثور على هيكل عظمي لجسم حورية على شاطئ شيناي في الهند، وتم التحفظ على الهيكل تحت حراسة أمنية مشددة في متحف اجمور في الهند. وليس بوسع أيّ أحد من العلماء أن يحكم بصدق وجود هذه المخلوقات من عدمهن، فهذا الموضوع أثار جدلًا واسعًا منذ القدم، كما اخترعوا كائنات زخرت بها الأساطير: كالتنانين والعنقاء، الّا يدفع الخيال الخصب لاختراع كائن ما نصفه بشر ونصفه سمكة؟ ويبذل في سبيل ذلك أن يقوم الإنسان بصنعها هيكلًا بنفسه؟ وإلى الآن ليس معروفًا من أي عالم تأتي الحوريات، عالم الحقيقة أم الخيال!