يجب أن نعرف تكوين الأذن قبل ذلك أختي..
تدل كلمة حسي – عصبي على استجابة الخلايا للاستثارة من المحيط الخارجي ومن الأعمال الداخلية للجسد. وهي تتضمن فيما يتعلق بالسمع الخلايا الإستقبالية في الحلزون -البنية الرئيسة للأذن الداخلية – والعصب السمعي الذي يصل الأذن الداخلية بالدماغ.
يحتوي عضو كورتي الموجود داخل الحلزون على صفوف من المستقبلات البالغة الحساسية تعرف بالخلايا الهدبية التي تستجيب للإستثارات الوافدة وتحول الموجات الصوتية إلى شحنات كهربائية يحملها العصب السمعي إلى مراكز تحليل المعلومات في الدماغ.
يؤدي تضرر الأذن الداخلية أو العصب السمعي أو الدماغ إلى نقص السمع الإستقبالي. إذا ما أصيبت مثلا بعض الخلايا الهدبية في عضو كورتي أو حدثت تغيرات في الحلزون أو العصب السمعي فإن فعالية نقل الشحنات الكهربائية تخف وينجم عن ذلك نقص في السمع.
أما أبرز أنواع نقص السمع الإستقبالي فهو ذلك المتعلق بالتقدم في السن وهو ما يعرف بوقر الشيخوخة.
نجد في المرتبة الثانية الضجيج الذي يتسبب أيضا بنقص السمع الإستقبالي لأنه يلحق الضرر بالأذن الداخلية. كما يمكن أن يكون نقص السمع عند الكثير من المسنين ناجما عن الشيخوخة وعن ما تعرضوا له من ضجيج عبر السنين. كذلك توجد أسباب أخرى لنقص السمع الإستقبالي ومنها الأمراض والإصابات والإضطرابات الوراثية.
يحيط بنا الضجيج يوميا من كل جانب -أصوات السير وهمهمة الآلات وهديرها ومحادثات البشر والموسيقى والضجيج الصادر عن أجهزة الراديو والتلفاز والطائرات التي تحلق فوق رؤوسنا-. نحن لا ندرك عادة هذا النوع من الضجيج لأنه يأتي في معظم الأحيان في الخلفية غير مرتفع فلا يزعجنا ولا يؤذينا. أما في أحيان أخرى فيبلغ الضجيج مستويات تعجز الأذن عن تحملها فيتسبب عندها بضرر دائم. ويتم ذلك عبر طريقتي الإنفجار المفاجئ والتعرض الطويل الأمد للضجيج المرتفع.
يتأذى السمع من التعرض المستمر لضجيج بمستوى 85 ديسيبل فما فوق. قد يحدث ذلك أثناء العمل أو أثناء القيام بنشاطات ترفيهية. تتعدد مصادر الضجيج من المعدات المجهزة بمحرك كالمناشير الآلية وجزازات العشب والجرارات والدراجات الآلية وسيارات الثلج إلى التجهيزات الصوتية المعدة للأصوات المرتفعة.
يسمى نقص السمع المؤقت تحولا مؤقتا لحد السمع. يعود السمع في هذه الحالة إلى طبيعته خلال 16 ساعة من التعرض للضجيج. في حالات أخرى قد يصبح نقص السمع الناجم عن الضجيج نقصا دائما.
تشريحيا أختي، طبلة الأذن مرنة و حساسة جدا للأصوات..الترددات العالية لمدة طويلة قد تفقدها مرونتها..فتنقص حساسيتها للأصوات..قرأت أن حفلة روك تصل قوة الصوت بها إلى 110 ديسيبل مما يسبب عادة ضررا دائما في الأذن بعد 15 دقيقة من التعرض..هذا جزاء من يحيد عن الحق..
قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ (30) وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ ۖ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (31) ... سورة الشورى
وقوله : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) أي : مهما أصابكم أيها الناس من المصائب فإنما هو عن سيئات تقدمت لكم ( ويعفو عن كثير ) أي : من السيئات ، فلا يجازيكم عليها بل يعفو عنها ، ( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ) [ فاطر : 45 ] وفي الحديث الصحيح : " والذي نفسي بيده ، ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ، إلا كفر الله عنه بها من خطاياه ، حتى الشوكة يشاكها " .
وقال ابن جرير : حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا ابن علية ، حدثنا أيوب قال : قرأت في كتاب أبي قلابة قال : نزلت : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) [ الزلزلة : 7 ، 8 ] وأبو بكر يأكل ، فأمسك وقال : يا رسول الله ، إني لراء ما عملت من خير وشر ؟ فقال : " أرأيت ما رأيت مما تكره ، فهو من مثاقيل ذر الشر ، وتدخر مثاقيل الخير حتى تعطاه يوم القيامة " قال : قال أبو إدريس : فإني أرى مصداقها في كتاب الله : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) .
ثم رواه من وجه آخر ، عن أبي قلابة ، عن أنس ، قال : والأول أصح .
و الله أعلم..