حرص الكُفار بِكُل ما أوتوا من قُوّة لإرجاء المُسلمين عن هجرتِهم، وكان رموز قريش وأسيادهم في الشرك هم أصحاب هذه الفكرة، وقد كان كفار قريش اتغاظوا جدا من هجرة المسلمين للحبشة وغاظهم أكتر الامن والاستقرار اللى عاشوا فيه هناك. يعملوا ايه ؟ وبعتوا وفد او تقدر تقول بعثة دبلوماسية رفيعة المستوى الى نجاشي الحبشة، شايلين الهدايا الثمينة لرشوته ورشوة حاشيته، وبطارقته ، وهم عمرو بن العاص وعبد الله بن ربيعة، وقالوا للنجاشي : < إنه لجأ الى بلادكم غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا فى دينكم وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا إليك أشراف قومهم لتردهم إليهم فهم اعلى بهم عينا وأعلم بما عابوا عليه > ولكن النجاشي ابي أن يردهم حتى يسمع قولهم فلما سمع منهم عن امر دينهم ونبيهم طلب منهم أن يقرءوا له بعضا من القرآن فقرأ عليه جعفر بن ابي طالب صدرا من سورة مريم فبكى النجاشي وقال: إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة فو الله لا أسلمهم أبدا. واحتال عمر بن العاص على النجاشي عله يظفر بهم فقال له: إنهم يسبون عيسى بن مريم ويقولون فيه قولا عظيما، فأرسل إليهم فسألهم عن قولهم فيه فأجابه جعفر: إنه عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها الى مريم العذراء البتول، فضرب النجاشي بيده الى الارض فأخذ منها عوداً، ثم قال: والله ماعدا عيسى ابن مريم ما قلت هذا العود اذهبوا فأنتم آمنون فى ارضي من سبكم غرم، ردوا عليهما(عمرو وعبد الله) هذا ياهما فلا حاجة لي بها، وهكذا رجع وفد مكة خائباً من الحبشة.