دليل أونلاين مصر

ماذا فعل الصليبيون بالمسلمين عندما إحتلوا المسجد الأقصى في العهد العباسي؟

0 معجب 0 شخص غير معجب
37 مشاهدات
سُئل يونيو 21، 2018 بواسطة Omnia Mohammed (9,543,170 نقاط)
ماذا فعل الصليبيون بالمسلمين عندما إحتلوا المسجد الأقصى في العهد العباسي؟

إجابة واحدة

0 معجب 0 شخص غير معجب
تم الرد عليه يونيو 21، 2018 بواسطة abdullah (9,535,890 نقاط)
سقوط بيت المقدس
استطاع الصليبييون فتح أبواب المدينة من الداخل، ومن ثَمَّ تدفَّق الصليبيون بغزارة داخل المدينة المقدسة!! وكان ذلك في يوم الجمعة 22 من شعبان سنة 492هـ الموافق 15 من يوليو سنة 1099م، وهو من الأيام المحزنة التي لا تُنْسَى في تاريخ الأُمَّة[7].

ولم يكن للمسلمين المحاصرين في داخل القدس من هَمٍّ إلاَّ الفِرار من وجه الجنود الصليبيين الذين كانت تبدو عليهم علامات الوحشيَّة والبربريَّة.

وتساؤل مهمٌّ: أين كانت الحامية العسكريَّة العبيديَّة، وقائد المدينة العبيديّ افتخار الدولة؟

لقد تركوا الشعب وذهبوا إلى محراب داود واعتصموا به ثلاثة أيام، ثم في ظروف غامضة تم إخراجهم بواسطة الصليبيين في أمان تامٍّ، حيث نُقلوا إلى عسقلان ومنها إلى مصر دون أن يلحقهم أذى!! مما يؤكِّد أنهم اتفقوا مع الصليبيين على تسليم المدينة مقابل الأمان لهم[8]!

وتُرِكَت المدينة بلا جيش!

مذبحة الصليبيين في بيت المقدس
انطلق الصليبيون الهمج ليستبيحوا المدينة المستسلمة، ولم يجد السكان المذعورون أملاً في النجاة إلا في الاعتصام بالمسجد الأقصى؛ لعل الصليبيين يحترمون قدسيَّة المكان، أو حُرمة دُور العبادة، لكن هذه المعاني لا تشغل عقول الصليبيين، لا من قريب ولا من بعيد[9]!

وذُبح في المسجد الأقصى سبعون ألف مسلم، ما بين رجل وامرأة وطفل!! وهؤلاء هم كل سكان المدينة تقريبًا، فقد صُفِّيَتْ تمامًا، ولم ينجُ منها إلا الحامية العسكريَّة العبيديَّة[10]!

هذه هي الحملة الدينيَّة التي جاءت من أجل الربِّ، وخدمة للمسيح u!

وصمة عار حقيقية في جبين أوربا لا تُنْسَى على مرِّ العصور!

لقد ذكر وليم الصوري -وهو أحد مؤرِّخي الحرب الصليبية- أن بيت المقدس شهد عند دخول الصليبيين مذبحة رهيبة، حتى أصبح البلد مَخَاضَة واسعة من دماء المسلمين، أثارت الرعب والاشمئزاز[11].

بل وذكر مؤرِّخ معاصر للحروب الصليبية أنه عندما زار الحرم الشريف غداة المذبحة الرهيبة التي أحدثها الصليبيون فيه، لم يستطع أن يشقَّ طريقه وسط أشلاء المسلمين إلاَّ في صعوبة بالغة، وأن دماء القتلى بلغت ركبتيه[12]!

والجدير بالذكر أن القتل في هذا اليوم لم يكن خاصًّا بالمسلمين فقط، بل عانى منه اليهود أيضًا، فلقد جمع الصليبيون اليهودَ في الكَنِيسِ ثم أحرقوه عليهم[13]!

لقد كانت مجزرة تَطَهُّر عرقيّ بمعنى الكلمة.

العالم الإسلامي وهول الفاجعة
مع وصول الخبر إلى كل بقاع العالم الإسلامي سادت موجة كئيبة من الحزن والكمد، ولكنه -للأسف- كان حزنًا سلبيًّا، بل كان حزنًا مُقعِدًا شلَّ المسلمين عن الحركة، فلم نسمع عن حركة جيش لتحرير الأقصى والقدس وفلسطين، كما لم نسمع آنذاك نداءً شعبيًّا يُطالِب الحكام بحمل المسئولية[14].

لقد كانت أزمة دينيَّة أخلاقية، شملت الشعوب جميعًا بحكَّامها ومحكوميها.

العالم المسيحي وفرحة الدماء
في نفس الوقت عمَّت الفرحة أرجاء العالم المسيحي؛ فـ بيت المقدس لم يُحكم بالنصارى منذ خروج الدولة النورمانية منذ العام 16هـ/ 637م، أي منذ أكثر من أربعمائة وسبعين سنة، وبيت المقدس كان الهدف الرئيسي المُعلَن للحملة الصليبية، ومعنى هذا أن هذا هو أدلُّ برهان على نجاح الحملة وخطتها، ونجاح البابا أوربان الثاني فيما خطط له.

لكن من الجدير بالذكر أن البابا أوربان لم يسعد بسماع أخبار سقوط بيت المقدس في أيدي جنوده، فقد مات في 29 من يوليو 1099م، أي بعد سقوط بيت المقدس بأسبوعين، لكن الخبر ينتقل من القدس إلى روما في وقت أطول من هذا بكثير، ومن ثَمَّ فقد ترك الدنيا دون أن يعرف أن ثمرة جهده على وجه التحقيق[15]! وما نحسب أنه كان سيحزن للمذابح التي ارتكبت باسم المسيح في بيت المقدس؛ لأنه شاهد قبلها مذابح أنطاكية ومعرَّة النعمان ولم يتكلم، بل وشاهد مذبحة سملين ضد نصارى المجَرِ ولم يتحرك.

كما أن البابا الذي تولى مكانه -وهو باسكال الثاني- لم يُعَلِّق على الأمر مطلقًا، بل ولم يُعَلِّق عليه أيٌّ من البابوات على مر التاريخ، مع اعتراف جميع المؤرخين بأن هذه الحادثة البشعة راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء، ومع أنَّ بعض البابوات اعتذروا لليهود عن مذابح هتلر لهم، بل ورفعوا من على اليهود إثم تهمة قتل المسيح u، مع قناعة المسيحيين -على خلاف عقيدتنا- أنه قُتل.

لقد صار السكوت على هذه الجريمة المنكرة أمرًا مطَّردًا وكأنه عقيدة يتوارثها الناس، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدلُّ على أن الروح الصليبية القاسية التي قادت الجيوش إلى مثل هذه الأفعال ما زالت تسري في أجساد كثير من القادة، سواء القادة المدنيين أو العسكريين أو الفكريين.

ونعود إلى بيت المقدس!
بعد أن خمدت الحركة تمامًا في بيت المقدس، واختفى المسلمون كُلِّيَّة من المدينة، دخل زعماء الحملة الصليبيَّة في مساء يوم سقوط القدس إلى كنيسة القيامة ليُصَلُّوا للربِّ على توفيقهم في هذا العمل[16]، فلا شك أن كلاًّ منهم كان يُصَلِّي للربِّ أيضًا أن يُوَفِّقه في "حُكْمِ" المدينة المقدسة!! ودليل ذلك ما حدث بعد يومين من السيطرة على المدينة، وتحديدًا في 17 من يوليو 1099م حيث اجتمع الزعماء المتناحرون الطموحون لتنازع سلطة حكم بيت المقدس[17].





منقول

https://islamstory.com/-%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%AF%D8%B3

لم يتم إيجاد أسئلة ذات علاقة

دليل أونلاين مصر

powered by serv2000 for hosting , web and mobile development

...