وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ 221 النساء
--------------------------------------------------
النفسُ تبكي على الدنيا وقد عَلِمــــتْ ** أن َّالســـلامةَ فيهــــا تــركُ مَا فيها
لا دارَ للمــرءِ بعــــد المـوتِ يسكُنُـها ** إلاّ التـــي كــان قبـــلَ الموتِ يَبْنِيها
فــــإن بنـاهــا بخيــرٍ طاب مسكنَـــهُ ** وإن بناهــــا بشــرٍّ خــابَ بانيهـــــا
أموالُنـــا لـــذوي الميـــراث نَجمَعُها ** ودُورُنـــا لخـرابِ الدهـــر نبنيهــــا
أيــنَ الملــوكَ التـي كـانت مسلطِنــةً ** حتّى سقــاها بكأس الموت ساقيهـــا
كــم مـن مـدائن في الآفـاق قد بُنيت ** أمسَت خــرابـاً وأفنى الموتُ أهليها
إنّ المكــــارمَ أخــــلاقٌ مُطهــــــرةٌ ** الـــدين أوَّلُهـــا والعـــقـــل ثانيهــــا
والعلــمُ ثالثهـــا والحلـــمُ رابعهـــــا ** والجود خامِسُها والفضــلُ سـادِسُها
والبـــرُّ سابعهــــا والشُكْــرُ ثامنهــا** والصبْــرُ تـــاسِعها واللِّينُ باقيهــــا
لا تَرْكُنَنَّ إلــى الدُنيـــا ومـــا فيهـــا ** فالمــــوتُ لاشــــكَّ يفنينــا ويفنيهـا
واعمل لدارٍ غداً رضوانُ خازنهــا ** والجـــارُ أحمــدُ والــرحمنُ بانيها
قصورُها ذَهَبٌ والمســكُ طينَتُهـــا ** والـــزَّعفَرانُ حشيـشٌ نــابتٌ فيهــا