عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :(إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ ) رواه البخاري ومسلم.
شهر رمضان سيّد الشهور، وهو تاسع شهر في التقويم الهجري، كما أنه من أفضل الشهور لدى المسلمين عامة، كونه يختلف عن باقي الشهور الأخرى، ففي هذا الشهر يصوم المسلمون أي يمتنعون عن الأكل، والشرب، والمفطرات من طلوع الفجر حتى مغيب الشمس، وهو شهر فضيل، تتضاعف به الأجور والحسنات من الله عز وجل، وشهر مغفرة، ومحبة، ورحمة، وعتق من النار.
فضائل الصيام في شهر رمضان
توجد العديد من الفضائل للصيام، ولكن لا تكون هذه الفضائل إلا لمن صام الشهر ومنع نفسه عن الشهوات والمحرّمات، بحيث يكون صيامه خالصاً لله تعالى، ومن فضائل الصيام أن الله عز وجل نسب الصيام لنفسه لأجره العظيم الذي لا يعلمه سوى الله تعالى.
كما أن الصيام يحفظ الصائم من الوقوع في الإثم والحرام بإذن الله تعالى، ومن فضائله أنه سبيل إلى الجنة، وسبب لتكفير السيئات والذنوب، ويشفع لصاحبه يوم الحساب.
آداب الصيام في شهر رمضان
من آدابه التزام العبد المسلم بالصيام بالوقت المحدد في الشريعة الإسلامية دون تقديم أو تأخير، ومن آداب الصيام كذلك هو تأخير وقت السحور، والتعجيل في الفطور في حال تأكيد غروب الشمس.
كما ويُستحب أن يُفطر الصائم كما كان يفعل الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث كان يفطر على حبات من الرطب، أو التمر وإن لم يجد يُفطر على الماء.
فوائد الصيام
توجد العديد من الفوائد الصحية والاجتماعية للصيام، فمن الفوائد الصحية أنه: يقي من الكثير من الأمراض، ويعتبر فترة راحة لأعضاء الجسم لتعود من جديد بشكل نشيط وصحي، ومن الفوائد الاجتماعية: شعور الصائمين أنهم أمة واحدة يأكلون بوقت محدد، ويمتنعون بوقت محدد.
الأغنياء في هذا الشهر يشعرون بنعمة الله عليهم ليعطفوا على الفقراء، كما يُقلل هذا الشهر من نزوات الشياطين ويكبح الشهوات، ويعمل على تقوية الشعور بالتكافل الاجتماعي وتقوى الله تعالى، واكتساب الحسنات والأجر.
حالات جواز إفطار الصائم
يجوز لأي مسلم أن يُفطر بشهر رمضان إن كان مسافراً لمسافة تزيد عن (85) كيلومتراً، سواءً كان ماشياً على الأقدام أو على دابة أو بسيارة أو سفينة أو طائرة أو أية وسيلة سفر أخرى، بغض النظر إن كانت هناك مشقة في السفر أم لا.
الإفطار يتحقق بمجرد السفر لتلك المسافة المحددة شرعاً، ولكن بشرط قضاء هذا اليوم بعد شهر رمضان وقبل شهر رمضان القادم، وإن صام المسافر فذلك أفضل له، وإن أفطر فيجوز، فيقول سبحانه وتعالى في الذكر الحكيم: "وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ" سورة البقرة.
(إن في الجنة باباً يقال له الريان، يدخل منه الصائمون..)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحديث المذكور متفق عليه ولفظ البخاري: إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد.
وهذا الباب هو أحد أبواب الجنة الثمانية وليس باباً آخر، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري عند شرح هذا الحديث: قوله إن في الجنة بابا قال الزين بن المنير إنما قال في الجنة ولم يقل للجنة ليشعر بأن في الباب المذكور من النعيم والراحة في الجنة فيكون أبلغ في التشوق إليه، قلت وقد جاء الحديث من وجه آخر بلفظ أن للجنة ثمانية أبواب منها باب يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون أخرجه هكذا الجوزقي من طريق أبي غسان عن أبي حازم وهو للبخاري من هذا الوجه في بدء الخلق لكن قال في الجنة ثمانية أبواب. انتهى.
لجنة
الجنة، المكان الذي أعده الله تعالى لعباده المؤمنين الموحدين، بعد بعثهم وحسابهم، كمكافأةٍ لهم، وهي دار النعيم الذي لا يشوبه نقصٌ، فيها الأنهار، والعيون، والأشجار، والثمار وكلّ ما ينعم به الإنسان، وهي درجاتٌ متفاوتة، أعلاها الفردوس الأعلى تحت عرش الرحمن، مفتاحها لا آله إلا الله محمد رسول الله، والأعمال الصالحة، أول من يدخلها رسول الله صل الله عليه وسلم، بعد أن يشفع للمؤمنين بدخولها.
أبواب الجنة
للجنة ثمانية أبواب، وقد ثبت ذلك في العديد من النصوص الشرعية، منها: عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: (من قال: أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، وأنَّ عيسَى عبدُ اللهِ وابنُ أمتِه وكلِمتُه ألقاها إلى مريمَ وروحٌ منه، وأنَّ الجنَّةَ حقٌّ، وأنَّ النَّارَ حقٌّ، أدخله اللهُ من أيِّ أبوابِ الجنَّةِ الثَّمانيةِ شاء. وفي روايةٍ : لأدخله اللهُ الجنَّةَ على ما كان من عملٍ ولم يذكُرْ من أيِّ أبوابِ الجنَّةِ الثَّمانيةِ شاء)[صحيح مسلم]، ولهذه الأبواب أسماء ثبتت بنصوص شرعية، مثل:
باب الصلاة: وهو باب المكثرين من الصلاة.
باب الصدقة: وهو باب المتصدقين، وأهل الزكاة.
باب الجهاد: وهو باب المجاهدين في سبيل الله.
باب الريان: وهو الباب الذي يدخل منه الصائمون يوم القيامة، ولا يدخل منه أحدٌ غيرهم.
باب الأيمن: وهو باب الشفاعة.
باب التوبة: كما قيل عنه باب محمد صل الله عليه وسلم، وهو بابٌ خاصٌ بالتائبين، وهو مفتوحٌ منذ خلقه الله ولا يغلق، حتّى تطلع الشمس من مغربها، حيث يغلق، ويفتح يوم القيامة.
باب الكاظمين الغيظ.
منها ما اختاره بعض العلماء، لوجود إيماءات، وإشاراتٍ في النصوص، مثل:
باب لا حول ولا قوة إلا بالله.
باب الذكر.
باب العلم.
باب الحج.
باب الراضين.
أهل الجنة
صفات الرجال من أهل الجنة: يبعثهم الله على صورة أبيهم آدم، في الثالثة والثلاثين من العمر كيوسف، وكقلب أيوب، ولسان سيدنا محمد، لا ينامون، ولا يموتون.
صفات النساء من أهل الجنة نساء أهل الجنة صنفان:
الحور العين: وهن مخلوقاتٌ لأهل الجنة من الرجال، وصفهنّ الله فى كتابه العزيز، في سورة الرحمن، والواقعة، والصافات، وهنّ نساءٌ نضراتٌ، ناعماتٌ، وجميلاتٌ.
نساء الدنيا المؤمنات: اللواتي يدخلن الجنة برحمة الله، وهنّ ملكات الجنة، وأشرف، وأكمل، وأفضل، وأجمل من الحور العين، وقد أعدّ الله لهن قصوراً، ونعيماً، وأعطاهنّ الله شباباً دائماً.
الغلمان: خدم الجنة الصغار، وهم خلقٌ من خلق الجنة، وهم من تمام النعيم لأهلها، ورؤيتهم تبعث المسرة.
المولودون فى الجنة: وهم رحمة من الله، لمن حرموا من الإنجاب في الدنيا.