بسم الله الرحمن الرحيم
كان بإمكان فرعون قتل موسى عليه السلام في ثلاث مناسبات:
الأولى عندما التقطه آله من النهر وهو رضيع وعرفوا أنه من بني إسرائيل من شكله وصفاته وظروف التقاطه، فلم يقتله لأن امرأته آسية ترجته ألا يفعل ويبقيه لها قرة عين وتتخذه ولدا، فتنازل لها عن ذلك
الثانية: حين قدم موسى على فرعون في المرة الأولى يدعوه إلى الله عز وجل، وكان بإمكانه أن يقتله بالذنب الذي اقترفه عند قتل القبطي منذ 10 سنوات، لكنه لم يقتله أولا لأن الله عز وجل لما قال له موسى عليه السلام: إني أخاف أن يقتلون. قال: كلا، فوعده أن يحفظه، وقال له: لن يصلوا إليكما، وفرعون غره حب الاطلاع حتى يعرف لماذا رجع موسى وما هي دعوته ومطالبه، فاسبقاه حيا حتى سمعه، ثم لما رأى آية العصا التي انقلبت إلى ثعبان، أصابه الهلع والاضطراب فاستفتى الملأ حوله فلم يشيروا عليه بقتله لعدة أسباب ربما لأن فيهم من آمن بموسى مثل مؤمن آل فرعون، وآسية وشيعتها في القصر، وربما لأنهم يريدون إبقاء موسى حيا حتى ينشغل به فرعون عن مصالحهم وشبكات فسادهم، وأشاروا عليه أن يناظر سحرته فإن انهزم أمامهم قتله
أما المرة الثالثة فهي لما قتل فرعون السحرة لماذا لم يقتل موسى معهم، وربما لأن موسى كانت عنده معجزتان، الأولى العصا التي يمكن فصلها عنه بالجنود وغيرهم، لكن كانت له معجزة أخرى وهي اليد وهي قطعة منه فكان يخشى أن يصيبه بها ببعض سحره حسب زعمه، والسبب الثاني هو خوفه من رب موسى عليه السلام، ففرعون يعلم أنه ليس إلها، ولذلك كان يخشى أن يصيبه رب موسى بلعنة، ولذلك قال: ذروين أقتل موسى وليدع ربه، فإنه يطمئن نفسه لأنه في الحقيقة خائف من رب موسى. ثم قيل إن القانون في مصر كان يمنع قتل النبلاء وكان موسى منهم لأنه تربى في قصر فرعون، وحتى بقتله للقبطي فقد سقطت الجريمة بالتقادم إثر مرور عشر سنين، لذلك أراد فرعون تنقيح الدستور وقتل موسى ’’ذروني أقتل موسى‘‘ ونال في الأخير موافقة الملإ...إلأا أن موسى استعاذ بالله سبحانه من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب، فقام في قصر فرعون خطيب من قومه، وأحسن القول، فمنع قتل موسى.