1- مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ
هذه الآية تُلفت الأنظار إلى أصل هامّ آخر من أصول الإِسلام، هو يوم القيامة: ﴿ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾، وبذلك يكتمل محور المبدأ والمعاد، الّذي يُعتبر أساس كلّ إصلاح أخلاقيّ واجتماعيّ في وجود الإِنسان.
تعبير (مَالِكِ) يوحي بسيطرة الله التامّة وهيمنته المستحكمة على كلّ شيء وعلى كلّ فرد في ذلك اليوم، حيث تحضر البشريّة في تلك المحكمة الكبرى، وتقف أمام مالكها الحقيقيّ للحساب، وترى كلّ ما فعلته وقالته، بل وحتّى ما فكّرت به، حاضراً..
الإِيمان بيوم القيامة، وبتلك المحكمة الإِلهيّة الكبرى الّتي يخضع فيها كلّ شيء للإحصاء الدقيق، له الأثر الكبير في ضبط الإِنسان أمام الزلّات، ووقايته من السقوط في المنحدرات. وأحد أسباب قدرة الصلاة على النهي عن الفحشاء والمنكر هو أنّها تُذكِّر الإِنسان بالمُبدئ المطّلع على حركاته وسكناته، وتُذكّره أيضاً بمحكمة العدل الإلهيّ الكبرى.
التركيز على مالكيّة الله ليوم القيامة يُقارع من جهة أُخرى معتقدات المشركين ومنكري المعاد، لأنّ الإِيمان بالله عقيدة فطريّة عامّة، حتّى لدى