تمهيد :
قد نختلف مغ غيرنا في أمور شخصية تخصنا ، إلى درجة تغيب فيه الحدود و لا نعرف بالضبط من منا يكون الحق من نصيبه :أنا أم غيري الذي أختلف معه . ألا يمكن أن يكون الحق من نصيبي ؟ فما العلاقة ، إذن ، بين حقي و حق الآخر ؟
1 - حقي قد يوافق حق الآخر أو يختلف عنه
قد يبدي كل طرف من الأطراف رأيه في شيء .. و هذا أمر طبيعي .. لكن ما ليس بطبيعي هو أن يعتقد كل واحد منا ، من وجهة نظره أن رأيه هو الصواب ، فيحاول أن يفرضه أو يمشيه على الآخرين .. و بهذا الإجراء ، لا يستطيع أي أحد أن يهتدي إلى حل لهذه المشكلة لأن كل واحد يتشبت برأيه مؤكذا أحقيته في الاختيار .
و الصحيح هو أن ينصت كل طرف لطرف في جو من حوار هادئ لا تتخلله تشنجات و لا تعصبات في الرأي . و الغلبة في الرأي للذي يقدم تبريرات معقولة و مرضية للأغلبية أو للجميع .
2 - حقي لا يلغي حق الآخر
من الطبيعي أن تكون آراؤنا حول شيء معين متباينة أو متعارضة . لكن الشيء الأساسي هو أن نعرف أن هناك حقوقا يمكن التعبير عنها من طرف اي واحد منا ، و أن هناك ، في المقابل ، حقوقا أخرى ترتبط بها أو تقترب منها فتبدو متعارضة معها .و هذا يعني أن أنا و الآخر نمتلك نفس الحقوق . و حقي لا يلغي حقه . الشيء الذي ينبغي معه أن يدفعنا إلى البحث عن المزيد من التعايش في ظل حقوق الجميع . و لن يتحقق هذا التعايش إلا بالحوار الهادف و البناء ..