بنو إسرائيل يطلبون عبادة الأصنام :
لم يكن خافيا على بني إسرائيل - الذين أخرجهم موسى عليه السلام من مصر بمعجزة ربانية ، وهرب بهم من كيد فرعون وبطشه - أن موسى رسول من عند الله ، جاء بتوحيده والدعوة إليه ، ومع ذلك فلم يمض على خروجهم من مصر ونجاتهم من فرعون إلا وقت قصير حتى طلب بنو إسرائيل من موسى طلبا غاية في الغرابة ، إذ مروا على قوم يعكفون على أصنام لهم ، فقالوا يا موسى : { اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون }( الأعراف: 138) . يا لله كيف يطلبون من نبي التوحيد أن يجعل لهم صنما يعبدونه ، أو ليس خروجهم من مصر ونجاتهم من البحر ، نعمة تستوجب الحمد والشكر لله على ما أولاهم إياه من نعم ، فأي عقول تلك التي أنكرت نعمة لما تمر على أحداثها سوى القليل ، إنها عقول اليهود وأحلامهم !! .
بنو إسرائيل يعبدون الأصنام
ربما يظن المرء أن في توبيخ موسى - عليه السلام - لبني إسرائيل عندما طلبوا عبادة الأصنام بقوله : { إنكم قوم تجهلون } ( الأعراف : 138 )، ربما يظن المرء أن في هذا التوبيخ ما يكون رادعا لبني إسرائيل عن تكرار طلبهم في مستقبل أيامهم ، لكن هذا الأمر لن يكون أبدا ، فلم يُجْدِ الزجر أو التوبيخ في تقويم اعوجاجهم ، أو إصلاح انحرافهم ، أو نزع نبتة الشرك من قلوبهم ، فما إن ذهب موسى عليه السلام إلى جبل الطور لمناجاة ربه حتى جمع السامري حلي بني إسرائيل وصاغ منه عجلا له خوار ، فسجد له بنو إسرائيل وعبدوه ، فوا عجبا ، بالأمس القريب وبخهم موسى على طلبهم عبادة الأصنام ، واليوم يلقون بتوبيخ موسى عرض الحائط فيسجدون لعجل صنعوه بأيديهم ، فيا لله ما أجهلها من عقول !!
بنو إسرائيل يطلبون رؤية الباري سبح