في الأدب مكتوبا (رواية، شعر، مقالة..)، ومشخصا (مسرح، سينما). 2- في الكتابة الصحفية؛ في النقد السياسي والاجتماعي لفظا ورسما (الكاريكاتير). 3- في الحديث اليومي.
تناولها البلاغيون اللسانيون (مثل كاترين كيربـرات أوركشيوني) والتداوليون (مثل ألان بيرونضوني) وغيرهم، حتى صارت التسمية الساخرة للمشتغلين بها: "علماء السخرية" أو السخرياتيون (Ironologues). فصار يتحدث عنهم بهذه التسمية على غرار الشعريين (Poéticiens). لقد كان السؤال الجوهري الذي أرق دارس السخرية هو: ما الذي يجعل السخرية سخرية، وما الذي يميزها عن غيرها ؟. طرحت هذه القضية على مستوى الجنس والتقنية معا.
فمن وجهة نظر فلسفية اعتبرت السخرية طريقة للتعامل مع العالم غير طريق التأمل والفن لما تنطوي عليه من تأرجح بين قطبي الجد والهزل(1). ومن وجهة نظر بلاغية نوقشت السخرية في علاقتها بالصور البلاغية مثل الاستعارة والطباق والتورية... الخ (2). فالسخرية في حدودها التقنية وبمفهومها التقليدي تلتقي مع هذه الصورالبلاغية في كثير من الخصوصيات، غير أنها ما فتئت تدافع عن تميزها بدخول العنصرالوجداني المجسد ضحكا في بنيتها.
في قمة هذا الحوار وبعد الاطلاع عليه واستيعابه طرح جان كوهن إشكالية الفرق بين الشعري والهزلي مستحضرا غيره ومتناسيا له في الوقت نفسه. لقد اجتهد في إطار نظريته الوجدانية التي بسطها في كتابه: اللغة الرفيعة le Haut langage. اجتهد في غير ادعاء معتبرا عمله مجرد نفض للغبار عن نظرية الشعر الوجدانية القديمة وتطعيمها بالمعطيات العلمية الحديثة، خاصة من علم النفس والتحليل النفسي والتأمل الظاهراتي في الكون والأشياء.
لست أدري لماذا