دليل أونلاين مصر

اذكر الاثار الناتجة عن الجهل بأمر الدين

0 معجب 0 شخص غير معجب
40 مشاهدات
سُئل ديسمبر 14، 2018 بواسطة Walaa Hessen (9,551,190 نقاط)
اذكر الاثار الناتجة عن الجهل بأمر الدين

إجابة واحدة

0 معجب 0 شخص غير معجب
تم الرد عليه ديسمبر 14، 2018 بواسطة Omnia Mohammed (9,543,170 نقاط)
أثر الجهل في الأمة والمجتمع
 
إن كثيراً من الناس يؤتى من قبل جهله ، فيما يخيل إليه من أن هذا الجهل علم يتيه به على رؤوس البشر .
وهكذا يفعل الجهل بصاحبه ، يخيل له الحق باطلاً ، والباطل حقاً ، ويزخرف له الخطأ حتى يظهره في عينيه في أعلى درجات اليقين والصواب .
ولذلك تجد الجاهل حينما يتكلم يتكلم بغرور وأبهة واستعلاء ، يتيه على كل من يتكلم معه ، لما يوحيه إليه جهله ، مع أنه ربما كان في أصغر من يسمع منه من يربو عليه آلاف المرات في العلم والمعرفة .
كما يخيل إليه جهله أن الناس عالمهم وجاهلهم ينظر إليه نِظْرة الإعجاب لما يرى من دهشتهم التي بدت على وجوههم ، ولكن ليس إعجاباً مما يقول ، وإنما تعجباً منه كيف يهذي بما يقول .
وهكذا سارت الحياة قديماً وحديثاً ، وقد قال المتنبي :
 
وإني رأيت الضر أسهل منظراً        وأهون من مرأى صغير به كبر
 
 بينما تجد العالم كلما ازداد في العلم ثباتاً ، كلما ازداد بين الناس تواضعاً ، وكلما ازداد بينهم تواضعاً ، ازداد في أعينهم رفعة وبينهم وقاراً .
فيأبى الجهل إلاَّ أن يضع صاحبه بين الناس وإن ترفع بجهله عليهم ، واستسلمنا له ، وأخذنا نطبع أنفسنا لنحملها على قبوله والرضوخ له ، وكأننا نريد تكريسه في أمتنا .
فصرنا شيعاً وأحزاباً ، وكل حزب بما لديهم فرحون ، وضربت الأنانية أطنابها في مجتمعنا – الذي كان يعتبر أعظم المجتمعات الإنسانية في حضارته الاجتماعية وتكافله وتضامنه – وصار كل واحد منا لا يلوي إلاَّ على نفسه ،ولا يبحث إلا عن مصلحته .
وامتلأت قلوبنا بالأحقاد ، حتى صار الواحد منا يحمل من الحقد على الآخرين من أبناء دينه وعقيدته مالا يحمله على أعداء أمته من اليهود والصليبين ، لخلاف فكري ، أو اتجاه حزبي ، أو رغبة في الزعامة والقيادة .
وصرنا بدلاً من أن نلقن الناس مبادئ الحق التي سمونا وسنسمو بها ، صرنا نلقنُهم كيف يحترسون من زيد ، ويحقدون على عمرو ، ويتجنبون فلاناً ، ويطعنون بفلان .
وانقلبنا من  أمة قائمة في الليل عابدة ، صائمة في النهار مجاهدة ، إلى أمة نائمة بالليل غافلة ، وعابثة في النهار هازلة، نمضي ليلنا في النقاش هناك كلام ساقط وهو" والجدل ، وفي أمور ربما فرغت أمتنا منها منذ قرون، بما نضيفه إليها من غيبة ونميمة ووقيعة في الآخرين ... وننام عن صلاة الفجر التي تعتبر الفيصل بين النفاق والإيمان ، ثم نزعم أننا كنا نجاهد من أجل الدعوة .
 
إنه لشيء محزن أن نسمع عن بعض المساجد أنها لا تقام فيها صلاة الفجر لولا وجود المؤذن والإمام ، وعن معظم المساجد أنها لا يكتمل فيها صف واحد من الذين كانت تغص بهم في صلاة المغرب وهم يستعدون لقضاء سهرة الجهاد من أجل الدعوة ...
وإذا كانت هذه حال من يرتاد المسجد في بعض الأوقات ، فما هي حال من لا يرتاده أبداً ... أو لا  يصلي ... أو لا يعرف الصلاة ... ؟
وزاد الأمر على هذا حينما أخذ يكفر بعضنا بعضاً ، ويفسق بعضنا بعضاً ، ويطرد بعضن، بعضنا الآخر من رحمة الله التي وسعت كل شيء إلاَّ أنها ضاقت عند أصحاب الجباه الضيقة عن أن تسع من خالف جهلهم ...
وأما الطامة الكبرى فهي أننا عزفنا عن الدين الذي ندعو إليه ، ونقاتل من أجله ، بعزوفنا عن علومه ومعارفه ... حتى صرنا متدينين ولكننا نجهل الدين الذي نتدين به ، ودعاة ولكننا لا نعرف الدعوة التي ندعو إليها ، وزاد الأمر على هذا فتجر أنا على الفتوى من غير علم وتخبطنا فيها حتى أحللنا كثيرا مما حرم الله وأحل ، ولم يسعنا هذا فانطلق بعض الناس كالذئاب الجائعة ... ولكن لا لينهش أعداء أمته، بل لينهش عظماءها الذين شَرُفَت بهم الأرض، وانتشر بجهودهم الدين، فكنا أكبر معاول الهدم لما تبقى من آثار هذه الأمة العظيمة ... فكفينا أعداءنا ما سعوا له من غاية وتسابقوا إليه من هدف .
وهكذا ينقلب الإنسان بجهله إلى أداة تدمير وإفساد ، بدلاً من أن يحقق الغاية التي من أجلها استخلف في الأرض وهي البناء والإرشاد .

لم يتم إيجاد أسئلة ذات علاقة

دليل أونلاين مصر

powered by serv2000 for hosting , web and mobile development

...