لأن هنالك نشئة أخرى و هي الآخره التي فيها العطاء الأكبر ، فلما الله يعطي ليأخذ عند الموت ، فالله له الحكمة التي بصبر الفقير يكسب الحسنات و بكرم الغني على الفقير رزق الفقير و ثواب للغني ، و كما قال الإمام علي عليه افضل الصلاه و السلام (الصبر في البلاء أفضل من العز في الرخاء) ، و قيل أن عندما يموت المؤمن و يرى ما له في الجنه بدلاً مما خسرة في الدنيا لتمنى ان لم يستجيب الله له اي دعاء و يتمنى ان طيله الحياة الدنيا يتعذب و يتئذي لما من خير يلقاه في الجنة .
و لعلها لمصلحه فالله لا يعطي إلا لمصلحة فمن الممكن ان يعطي الفقير الجاهل و يلعب بالمال و يضر غيرة ، بعض الناس الأفضل لها و لغيرها أن تبقى في ذل و ألم ، لأنها إذا تملكت و اصبحت غنية طغت ، و ترى معظم الطغاه كانوا من الفقراء أغناهم الله و فسدو في الأرض .
فالله بالعطاء يحبك لتحمدة و تشكرة ، و في الحرمان لتدعوة و لتطلبة ، و في الحمد و الدعاء خير أكثر مما لديك و مما أنت تسعل لله له .