لم يعان الأقزام في مصر القديمة كثيرا من مشاعر التحامل ضدهم. تنص مجموعة نصائح حياتية يعود تاريخها إلى قرابة 1100 قبل الميلاد تعرف باسم «تعاليم أمينيموب» على: «لا تسخر من الكفيف ولا تهزأ بالقزم ولا تسد الطريق أمام العاجز. لا تهزأ من رجل أمرضه الخالق، ولا يعل صوتك بالصراخ عندما يخطئ».
ان لوحة القزم «سنب» الذي تولى منصبا رفيعافي الاسرة الخامسة من مصر الفرعونية، والذي تزوج من احدى وصيفات القصر الفرعوني، تكشف عن مدى احترام المصريين للاقزام، فهو يجلس على كرسي عال، ويقدم له الخدم والموظفون فروض الطاعة والولاء. الاقزام عملوا في جميع الوظائف بمصر القديمة وليس فقط لتسلية الفرعون بالترويح عنه، كما يشاع دائما. الكتابات الفرعونية في مصر القديمة كانت تدعو الى احترام الاقزام، وعدم المساس بهم بل بمعاملتهم بشكل لائق. واوضح ان المصريين عبدوا قزما شهيرا اسموه «بس» وانتقل هذا القزم بعد ذلك الى خارج الحدود المصرية الى ايران القديمة. وكان المعبود «بس» وهو على هيئة قزم صغير «متخصص في المرح والفرفشة». ولـ «بس» معبد خاص في الواحات البحرية بالصحراء الغربية لمصر.
واوضح ان الاقزام كانوا متخصصين في صناعة المجوهرات والحلي وكذلك في الترويح عن الملوك ورجال القصر الملكي، لانهم كانوا يثيرون الغبطة في نفوس الحاشية الملكية. وترك الفراعنة ارثا كبيرا من السجلات الممثلة في الرسومات والمنحوتات على جدران المعابد، وما كتبوه على اوراق البردى عن حياة الاقزام في مصر القديمة، بالاضافة الى ما عثر عليه من هياكل عظمية لأولئك الاقزام في المقابر المصرية القديمة. وتقول المؤلفة ان الهياكل العظمية للاقزام التي عثر عليها تعود لحضارة البداري أي الى ما قبل التاريخ، وهي فترة يعود تاريخها الى 4500 عام قبل الميلاد، وهناك هياكل عظمية اخرى تعود للدولة القديمة التي يعود تاريخها الى ما بين 2700 الى 2190 عام قبل الميلاد