بداية اود التأكيد علي ان الالمام ببعض المعلومات العرفانية فى علوم علوم الدين عامة وفى علوم القرآن والتوحيد خاصة مهمة واساسية للغاية لفهم كثير من النصوص القرآنية والاحاديث القدسية والاحاديث النبوية والسيرة وكثير من امور الدين الاخري. فمثلا فهم ان كل آية من آيات القرآن وكذلك كل سورة من سور القرآن لها شفر ومطلع وحد وذروة وسنام هو امر مهم جدا لفهم الآية او السورة المعنية اي ان كل آية وكل سورة فى القرآن الكريم تمثل سيفا فى غمده (الشفر او الجفير ) وعند قراءتها يبدأ التعامل مع ذلك السيف بقبض المطلع منه ومن ثم استلاله والتعرف على حده وذروة ذلك الحد اي نهايته وسنامه اي النقطة الاكثر حدة ومضاءا وبالتالى يمكن للانسان التعامل مع ذلك السيف !! وبالرجوع الى سورة يس وتطبيق هذه المبادىء نجد ان سيفها شفره ومطلعه وحده قد وردت فى كل آيات السورة وعند وصولها للآيتين الاخيرتين من السورة قد بلغت ذروة السنام وهما : (انما أمره اذا اراد شيئا أن يقول له كن فيكون .) (فسبحان الذى بيده ملكوت كل شيء واليه ترجعون .) وهاتان الآيتان هما حقيقة بمثابة القلب من الجسد اذا تم فهمهما الفهم السليم !1 فالآية الاولى منهما تتحدث عن الامر فما هو الامر ؟ نعلم ان الصفات النفسية السبع للذات الالهية هى وبالترتيب الحياة والعلم والارادة والقدرة والسمع والبصر والكلام وهذه حقيقة مراتب تتنزل بها الذات على الخلق رحمة بهم فبالتالى تنزل الذات من مرتبة العلم الالهى الغير محدود لمرتبة الارادة اي لما تريده للخلق وهذه ايضا لاحد لها فتأتى مرحلة الامر وهى ان الله يقول لما اراده هو من مرتبة الارادة كن وبالتالى ينفذ ذلك الامر ويصبح فعلا نافذا(القدرة) وبالطبع هذا هو سر الوجود كله!! فسبحان الله الذي له مقاليد كل هذا (بيده) ) ملكوت وهنا يجب التمييز بين الملك والملكوت والفرق شاسع بينهما حيث ان الملك هو تنزل الذات الالهية للخلق والملكوت هو الذات الالهية فى اطلاقها واسمع الحديث القدسى (كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق فتعرفت اليهم فبى عرفونى . (فبى ) هنا تعنى الله بلغة الارقام المعروفة فسبحان الله رب العرش العظيم ونفعنا الله واياكم بيسن والقرآن الكريم . آمين . !!!